يرى الجزائري محمد جواج الذي يرأس الاتحادية الإفريقية لرياضة الفوفينام فيات فوداو أن الجزائر على أتمّ الاستعداد لإنجاح العرس القارّي الذي سيقام نهاية هذا الأسبوع بقاعة (حرشة حسان) بالعاصمة. حاوره: بن عبد القادر عن سير التحضيرات ورأيه في المشاركة الجزائرية ومكانة هذه الرياضة في الجزائر كان لنا هذا الحوار مع محمد جواج الذي يرجع له الفضل في إدخال هذه الرياضة إلى الجزائر في نهاية القرن الأخير. * كيف هي التحضيرات للعرس الإفريقي الذي ستحتضنه الجزائر نهاية هذا الأسبوع؟ ** التحضيرات على قدم وساق، وكلّ الأمور تمّ ترتيبها لإنجاح هذا العرس القارّي الأوّل من نوعه لهذه الرياضة على الصعيد القارّي، ويأتي بعد أقل من سنة على تأسيس الاتحادية الإفريقية لرياضة الفوفينام فيات فوداو، وتمّ انتخابي على رأسها خلال الجمعية الانتخابية المنعقدة في الجزائر. * ما هو تصوّركم لهذه البطولة؟ ** أنا على يقين من أن اللّقب القارّي لن يفلت من الرياضيين الجزائريين على اعتبار أن المنتخب الوطني يملك أحسن الأسماء في القارّة الإفريقية، البعض منها سبق وأن مثّلت الجزائر وإفريقيا أحسن تمثيل في مختلف المنافسات العالمية، لهذا أرشّح الجزائر للتتويج باللّقب القارّي. * ما هي البلدان التي أعلنت رسميا مشاركتها في البطولة؟ ** البلدان التي أكّدت مشاركتها في البطولة هي: موريتانيا، السنغال، كوت ديفوار، المغرب وبوركينافاسو، فيما ستغيب أخرى مشهود لها بمستواها الفني الجيّد بسبب عدم توفّر الإمكانيات المادية خاصّة. * ما هو الهدف من إقامة مثل هذه البطولة الكبيرة؟ ** تسعى الهيئة الإفريقية من خلال إقامة مثل هذه البطولات الكبيرة إلى تطوير وترقية هذه الرياضة وتوسيع رقعة ممارستها لأكبر عدد من البلدان الإفريقية والعمل على إدراجها ضمن منافسات الألعاب الإفريقية تمهيدا لإقامة دورة دولية في الفوفينام فيات فوداو. * ما هو واقع رياضة الفوفينام فيات فوداو في الجزائر؟ ** يكفي أن نقول لك إنه بعد عشرية فقط من دخول هذه الرياضة الجزائر تمكّنت في ظرف قصير جدّا من أن تفرض مكانتها، ليس محلّيا فقط بل دوليا بدليل أن الجزائر بات لها اسم كبير في هذه الرياضة بحصولنا على العديد من الألقاب العالمية، كما أن الدول الرّائدة في هذه الرياضة كالفيتنام وألمانيا باتت تنظر إلى الرياضيين الجزائريين نظرة احترام بدليل أنه كلّما تنظم دورة عالمية تُوجّه الدعوة للجزائر للمشاركة، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على مدى المكانة الرّائدة التي وصل إليها الرياضيون الجزائريون عالميا، ونحن نطمح إلى فرض مكانتنا عالميا. * ما هي الخطوات التي قمت بها لإدخال هذه الرياضة إلى الجزائر؟ ** أوّل شيء قمت به هو اتّصالي بتقنيي هذه الرياضة بفرنسا الذين أكّدت لهم رغبتي في الانضمام إليها، فقبلوا رغبتي وطلبوا منّي القدوم إليهم، لكنّي واجهت مشاكل كبيرة في اقتناء التأشيرة آنذاك بسبب العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، وبسبب الإجراءات الصارمة التي اتّخذتها السلطات الفرنسية بالتنسيق مع نظيرتها الجزائرية لمنح التأشيرة اضطررت إلى الاتّصال بالاتحادية العالمية وبالضبط بالسيّد (دانيال بلوم) الذي قدّم لي كلّ التسهيلات، عندها تمكّنت من السفر إلى فرنسا ومكثت هناك شهرين، اكتشفت تقنيات كثيرة لأسافر بعدها إلى المغرب لمدّة 15 يوما وأعود إلى أرض الوطن حاملا معي طموحا كبيرا أريد تحقيقه، عندها قمت بالاتّصال بالسلطات المعنية هنا في الجزائر. * وكيف كان ردّ مديرية الشبيبة والرياضة؟ ** ما إن اقترحت عليهم إدخال هذه الرياضة إلى الجزائر حتى تفاجأت بقبولهم الاقتراح، وأمانة للّه قدّموا لي كلّ الدّعم المعنوي. فنوايا رئيس المديرية كانت صادقة، وفي أوّل لقاء أحسست برغبة مدير الشبيبة والرياضة للجزائر العاصمة الكبيرة في الوقوف معي، الأمر الذي شجّعني وزاد من إيماني بأن أجعل من هذه الرياضة لؤلؤة الرياضيات الفردية في الجزائر. * ماديا، كيف كان ردّ المديرية؟ ** الحمد اللّه قدّموا لي كلّ العون، سواء تعلّق الأمر بالقاعات أو تنظيم التربّصات. * لكن المشكل أننا نشهد اكتظاظا كبيرا داخل القاعات، ممّا يؤثّر على تحضير المصارع... ** صحيح ما تقوله وأنا بدوري المسؤول الأوّل عن هذه الرياضة أبذل مجهودات كبيرة من خلال الاتّصالات بالسلطات المحلّية عبر كلّ أنحاء الوطن لتدعيم الشباب ووضعهم في أحسن الظروف، لكن لا أخفي عنكم أنني أواجه صعوبات كبيرة في بعض الحالات، مثلا في بلدية الأربعاء قمت بكراء قاعة بمالي الخاص حتى لا أحرم شباب المنطقة من ممارسة هذه الرياضة. * هل من تعريف لرياضة الفوفينام؟ ** رياضة الفوفينام فيات فو داو هي فنّ قتالي أصله من شمال الفيتنام، وتأسّس هذا الفنّ الرّائع على يد الأستاذ نقيان لوك سنة 1938 في الفتنام تحت تسمية فوفينام. لكن حسب ما أعرفه من كتب تاريخ هذه اللّعبة أن المؤسس الأصلي أو الأب الأوّل للفوفينام وهو الإمبراطور (ونف بونف) والفترة الزمنية آنذاك تعود إلى أكثر من 500 سنة قبل الميلاد، لكن ظلّت هذه الرياضة متفرّقة بين القبائل إلى أن جاء الأستاذ نقيان لوك وجمعها، حيث اهتمّ هذا الأخير منذ صغره بدراسة طويلة للفنون القتالية والفلسفة الفيتنامية، لهذا شجّعه أساتذته على التجوّل في كامل أرجاء بلاده لتعلّم وجمع ودراسة تقنيات هذه الرياضة التي كانت تمارس آنذاك بشكل عشوائي وقام بأوّل استعراض سنة 1945، لكن مع الظروف التي كانت تمرّ بها الفيتنام في ذلك الوقت توقّفت هذه الرياضة بأمر من السلطات الفرنسية لتبعث من جديد في السنوات الستينيات من طرف الخليفة الثاني للمؤسس وهو (تران هي فونف)، لكن تحت تسمية جديدة وهي (الفيات فوداو). * لماذا تمّ تغيير تسميتها؟ ** الهدف من ذلك هو إخراج هذه الرياضة من طابعها المحلّي وهو ما تحقّق بالفعل، إذ تمّ السّماح للفيتناميين بنقل الفنّ وتعليمه في الدول الأجنبية، خاصّة في الدول الأوروبية، ممّا أدّى إلى استدعاء العديد من الشيوخ والأساتذة الفيتناميين الذين كانوا يدرسون في مختلف الدول الفوفينام فيات فوداو. ونظرا لشعبية هذا الفنّ وتطوّره تمّ إنشاء الفدرالية الدولية للفوفينام فيات فوداو سنة 1973 في بوسطن بالولايات المتّحدة الأمريكية، وهي الهيئة الوحيدة المعترف بها على مستوى اللّجنة الأولمبية الدولية، ومنذ ذلك الحين أصبحت تمارس هذه الرياضة عبر كلّ أنحاء العالم. * كيف اكتشفت رياضة الفوفينام فيات فوداو؟ ** في الحقيقة حدث لي شيء طريف حينما كنت أمارس في ذلك الوقت الفوفينام فقرأت في إحدى المجلاّت الشهرية الفرنسية عنوان كبير اسمه (الفوفينام) فتساءلت مع نفسي وقلت: كيف لكاتب هذا المقال يرتكب هذا الخطأ؟ لأن الخطأ تكرّر عدّة مرّات، فاتّصلت بالقسم المحلّي لهذه المجلّة، عندها اكتشفت هذه الرياضة الجديدة التي تشمل كامل التقنيات. * ما هي أمنيتك؟ ** انتزاع اللّقب القارّي بالجزائر واحتلال إحدى المراكز الثلاثة الأولى في البطولة العالمية بفرنسا السنة المقبلة وإدراج هذه الرياضة ضمن الألعاب الأولمبية والإفريقية والعربية لنضمن ميداليات للجزائر.