صار التسابق بين أصحاب حافلات النقل للوصول للمحطة لاقتناص الزبائن وحالات المناوشات والتلاسن بالكلام مألوفا وظاهرة تحدث في جميع المواقف خصوصا في موقف الحافلات في منطقة سعيد حمدين بالعاصمة، حيث تشهد هذه المحطة المذكورة تنافسا حادا ما بين هؤلاء من أجل اقتناص الزبائن وملء حافلاتهم حتى ولو كانت مكتظة عن آخرها، ولا يهم راحة المواطن أو تقديم خدمات جليلة له، همهم الوحيد هو المال مهما كانت الخطورة بسبب تضاعف الحمولة والضغط. ولأن عدد النقل شبه الحضري والحضري التابع للخواص ازداد بشكل ملحوظ خلال هذه السنة حسب إحصائيات مديرية النقل لولاية الجزائر، لهذا فإن هؤلاء الناشطين في خط نقل مشترك تشتد الخصومات والعراك الدائم بينهم فيمن يصل الأول للموقف من أجل الفوز بالمواطنين، وبسبب هذه المنافسة فإن السرعة الفائقة للسائق هي وسيلته نحو تحقيق مبتغاه، وفي ظل هذا يعرض حياة الركاب إلى الخطر الشديد خاصة الواقفون منهم، وهذا ما لا يخفى على الركاب الذين يلاحظون طريقته في ملاحقة المركبات الأخرى العاملة في نفس خطه من خلال سلك أقصر الطرق حتى ولو كانت حالتها متدهورة للغاية، وحين الوصول إلى الموقف هناك يحدث الاشتباك خاصة ما بين بائعي التذاكر الذين يتعاركون على الخط الأول، ويبقى الضحية الوحيد هو المواطن الذي يحتار ما بين هذه المركبات التي تتشابه بسبب الحالة السيئة التي تشهدها سواء من الداخل أو الخارج، حيث أنه في أغلب الأحيان يختار المركبات التي تحتوي على مقاعد شاغرة لكي يحافظ على الأقل على حياته في حالة استعمال السرعة من طرف السائق الذي كأنه يحمل على متن مركبته البضائع أو الدواب وليس بشرا لهم قيمة ويجب المحافظة على سلامتهم وراحتهم، فباله لا زال معلقا بالوصول السريع إلى الموقف المقبل أو المحطة المقبلة أين يستأنف عمله في المنافسة والعراك على اقتناص الزبائن المجبرين على الركوب معه لانعدام الحل لديهم بغياب وسائل النقل العمومية في بعض المواقف والمحطات الحضرية. ولا يقتصر هذا التصرف على محطة سعيد حمدين فقط بل معظم المحطات تشهد نفس السيناريو المتواصل الذي يدفع ثمنه المواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوة أمام جشع هؤلاء الناقلين الذين لا يراعون أدنى اهتمام لراحة وسلامة هذا الأخير، وما زاد من اتساع رقعة هذه التجاوزات هو انعدام الرقابة من طرف مديرية النقل، وأمام هذه التصرفات اللامسؤولة من طرف أصحاب الحافلات سيما الناشطة بخط سعيد حمدين يطالب المواطنون بالتدخل السريع للسلطات الوصية في هذا الجانب للحد من تلك الظاهرة الخطيرة التي تهدد سلامة وأمن المسافرين الذين يرتادون ذات المحطة خصوصا العمال والطلبة.