ونحن على مشارف توديع الشهر الفضيل لا زالت الاعتداءات التي يشنها اللصوص تطبع اغلب مناطق العاصمة على الرغم من التعزيزات الأمنية ولم يسلم المواطنون من تلك الاعتداءات في اغلب الأماكن على غرار وسائل ومحطات النقل، على مستوى الأزقة الخالية نوعا ما، والملاحظ أن تلك الاعتداءات قد تضاعفت خلال هذا الأسبوع الأخير فاللصوص يغتنمون فرصة توديع الشهر الكريم بتكثيف تلك الأفعال المشينة ضد إخوانهم العزل ولم تسلم كافة الشرائح العمرية من تلك الاعتداءات الحاصلة بعد أن وقع في قبضتهم رجال ونساء شيوخ وعجائز. مثلما كان يتوقعه الجميع وككل سنة شهدت بداية الشهر الكريم انتشار الاعتداءات في مناطق عدة من العاصمة بحيث رمضان هو الشهر المفضل لدى اللصوص والذي يكثفون فيه أفعالهم واعتداءاتهم الإجرامية على المواطنين بعد ترددهم على الأمكنة والساحات المركزية التي يكثر فيها توافد المواطنين لاسيما المحاذية للأسواق الشعبية وكذا حافلات النقل بالنظر إلى الاكتظاظ الذي تشهده في ساعات الدوام، على مر الوقت ذلك ما ينتهزه اللصوص من اجل الانقضاض على المحافظ الجلدية وكذا الهواتف لنقالة خلسة، إلا أن حنكة وفطنة رجال الأمن كانت الأقوى بحيث أحبطت العديد من العمليات على متن حافلات "اتوسا" والقي القبض على هؤلاء اللصوص الذين زرعوا الهلع في كل مكان ونغصوا هدوء الصائمين كونهم ألزموا على التمتع بالكثير من الحيطة والحذر وهم يتنقلون في اغلب الأماكن. لبس الذهب محرَّم على النسوة عادة ما يستهدف هؤلاء اللصوص النسوة بعد ترصدهم لهن وهن يستقلن الطريق وقد وقعت العديدات في قبضتهن في هذه الأيام آخرها كانت قبل ثلاثة أيام على مستوى الناحية السفلى من حي الياسمين بالمدنية حيث اعتدى احدهم على إحداهن أثناء قيادتها لسيارتها وفرَّ في لمح البصر ليكون من نصيبها النواح واحتشد من حولها جمعٌ من المواطنين لمواساتها في مصيبتها فيما حاول شبان آخرون الركض وراءه، وفي نفس الوقت شهدت الطريق العلوية من نفس الحي المؤدية إلى المدنية اعتداء احدهم على مواطن آخر وفرَّ هارباً دون أن يتجرأ أحد على إمساكه، وكأنهم فرضوا قوانينهم على المواطنين فلو التحموا لاستطاعوا تلقينهم الدرس، إلا أن بعضهم تحكمهم مسلمة "تخطي راسي" مما أدى إلى تفشي الإجرام والاعتداءات بعد إلقاء كافة المسؤولية على عناصر الأمن الذين مهما سيطروا على الوضع فمن شأن تلك الهفوات أن تحدث هنا وهناك في ظل الغياب الكلي لدور المواطن الذي تقع على عاتقه مسؤولية حراسة نفسه بنفسه في بعض الأحيان. وبعد أن اختار اللصوص المحافظ الجلدية والهواتف القاتلة وحتى الحقائب اليدوية الذهب هو الآخر يعدّ من بين الغنائم التي يستهدفها هؤلاء اللصوص، فالمرأة التي تضع ذهبا وتستقل به الطريق في رمضان جنت على نفسها بنفسها فتكون محط أنظار اللصوص لاسيما في المناطق الخطيرة على مستوى العاصمة والتي تغيب عنها نوعا ما التعزيزات الأمنية على الرغم من خطورتها. عشرات الاعتداءات بمحاذاة الأسواق من بين المناطق التي يستهدفها اللصوص بكثرة الأسواق الشعبية حيث يتردد المواطنون بغرض التبضع، ويكون كل همهم منصباً حول ملأ القفة الرمضانية في ظل تعبهم الناجم عن الصيام، ذلك ما يستغله اللصوص الذين يكونون في أوج نشاطهم لتنفيذ خططهم الجهنمية ضدهم بعد ترصدهم لهم، في ظل غفلتهم لينقضوا عليهم فمن الحقائب اليدوية إلى الهواتف النقالة إلى المحافظ الجلدية. وبذلك امتلأت أسواقنا بتلك السيناريوهات الذكية التي يترأسها اللصوص ولا يشد انتباهك وأنت تتجول إلا السرعة الخارقة التي ينطلق بها اللص بعد القيام بفعلته الدنيئة ليكون من نصيب الآخرين مشاهدة تلك المواقف والدهشة تعقد لسانهم إلى جانب الخوف الذي ينتابهم كون أن جلهم يتهيئون لو كانوا هم في موقف الضحية ما هو مصيرهم. والغريب في الأمر أن اغلب أبطال بل أنذال تلك الممارسات هم شبان مراهقون لا يتعدى سن اغلبهم 20 سنة ساء مصيرهم فاختاروا ذلك السبيل للاسترزاق حراما بعد أن يتسببوا في أذية الناس في أوج شهر الرحمة، ذلك ما أكده لنا احد الباعة على مستوى سوق المدنية بالساحة المركزية والوضع مماثل بأغلب الأسواق بحيث قال انه تكثر في تلك المنطقة بالذات الاعتداءات خلال الشهر الفضيل ويقع الكثير من المواطنين كفرائس لهم، فبين الفينة والأخرى نشاهد تلك المواقف الصعبة بعد أن يتم الانقضاض على هاتف نقال أو حقيبة يد نسوية أو حتى الحلي الذهبية لينطلق بعدها اللص في لمح البصر، وقال إنه يحدث ذلك على الرغم من التعزيزات الأمنية وكذا الدوريات المتنقلة لعناصر الأمن عبر الساحات المركزية إلا آن هؤلاء اللصوص تحدوا كل ذلك في سبيل إنجاح خططهم الجهنمية. نقاط حمراء بحاجة إلى أمن اشتكى العديد من المواطنين من تمركز اللصوص ببعض الأزقة والشوارع والتي صارت ملاذهم المفضل بعد أن زرعوا الرعب فيها، يحدث ذلك في ظل غياب عناصر الأمن مما فتح لهم الباب واسعا لشن تلك الاعتداءات، لذلك طالب العديد من المواطنين بتوفير التعزيزات الأمنية على مستوى تلك النقاط الحمراء عبر العاصمة والتي انتشر فيها اللصوص بكثرة وانحط تركيزهم عليها لسهولة مخارجها وانفلاتهم بعد القيام بعمليات السطو التي تمس العابرين العزل على غرار الناحية التي تتوسط حي الياسمين وبئر مراد رايس ورويسو بمحاذاة محطة النقل، تلك الناحية التي شهدت العديد من الاعتداءات وراح ضحيتها مواطنون من مختلف الأعمار رجال ونساء وكثيرا ما اشتكى سكان تلك الناحية من اللصوص الذين يتوافدون إلى هناك في رمضان وفي غيره لترهيب العابرين لسهولة المنافذ بعد قيامهم بعملياتهم وغياب الأمن المسجل على مر الوقت في تلك النواحي لاسيما وان تلك المقاطعة تقع بمحاذاة محطة للنقل، ليكون المسافرون في قبضة اللصوص مباشرة بعد نزولهم منها رغم توخيهم الحيطة والحذر. وهناك مناطق أخرى لا تقل عنها خطورة على غرار بوفريزي ببوزريعة، ناحية المنظر الجميل بالمدنية، الطريق المحاذي لسوق علي ملاح بالعاصمة حيث تقع محطة نقل الطلبة، باب عزون.. إلى غيرها من النقاط الحمراء التي احتلها اللصوص وصارت أماكنهم المفضلة في ظل غياب الأمن فيها وطالب جل من تحدثنا إليهم بتثبيت حواجز أمنية هناك لضمان امن وسلامة المواطنين.