رسمت المساعدات الجزائرية التي تكفلت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بجمعها ونقلها إلى غزة البسمة على شفاه أبناء القطاع المحاصر، وأدخلت السعادة إلى قلوبهم، خصوصا أنها ستخفف جزءا، ولو يسيرا، من معاناتهم المستمرة، وقد أبدى فلسطينيوغزة ارتياحهم لمبادرة الجمعية وسرورهم برؤية مستشفى متنقل على أرضهم الطاهرة خصوصا أنهم يعانون الكثير من المتاعب عندما يتعلق الأمر بالعلاج. رغم أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لم تقم سوى بما رأت أنه واجب شرعي من خلال مبادرة جمع وإرسال مساعدات إنسانية لأبناء قطاع غزة المحاصرين، إلا أن الوفد الذي تشرف بمرافقة المساعدات، وحاز كذلك شرف دخول أرض فلسطين الطاهرة، حظي باستقبال كبير، وبحفاوة قل نظيرها، حيث شكر أبناء غزة الوفد الجزائري كثيرا على هذه المبادرة التي كان لها نصيب كبير من الإشادة في مختلف وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، وتمنى الفلسطينيون الاقتداء بها لتخفيف معاناتهم، وقد تلمس الوفد الجزائري مظاهر الارتياح والفرحة على وجوه الفلسطينيين الذين قابلوهم، والذين بدوا حريصين على تحدي الحصار الظالم ونقل تشكراتهم للشعب الجزائري الذي أكد أنه مع فلسطين ظالمة ومظلومة.. وكان في استقبال وفد القافلة الجزائرية لدى دخولها معبر رفح عدد من وزراء ووكلاء الحكومة الفلسطينية، إضافة إلى ممثلين عن اللجنة الحكومية لفك الحصار عن غزة، ورئيس الهيئة العامة للمعابر والحدود الدكتور غازي حمد. وزار، الوفد الجزائري عدة أماكن في قطاع غزة كان من بينها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، حيث التقى الوفد بوزير الأوقاف د. طالب أبو شعر، الذي أطلع الوفد على الدمار الذي حل بالمساجد في غزة خلال الحرب الأخيرة. كما زار الوفد الجزائري برفقة وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية فتحي حماد، مشروع الوئام الزراعي قرب مدينة الشيخ زايد، شمال قطاع غزة. وفي سياق ذي صلة، اتهم نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ورئيس الوفد الجزائري الذي يزور غزة الدكتور عمار طالبي، المجتمع الدولي ب"التقاعس" في فك الحصار المفروض على القطاع، مؤكداًً على أن الجزائريون مهتمين بقضية حصار غزة الذي وصفه ب"الظالم". وقال طالبي في حديث مع صحيفة "فلسطين" الفلسطينية: "إن الحصار ضيَّق على الناس حياتهم في غزة، فالمريض لا يجد دواء ولا سفراً للخارج في سبيل العلاج، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي وتلوث المياه(..) هذه الجرائم في الحقيقة جرائم ضد الإنسانية ينبغي أن يحاكم عليها قادة الصهاينة". وأوضح طالبي أن جمعية علماء المسلمين الجزائريين قررت قيادة سفينة مساعدات إلى غزة محملة بالأدوية والأجهزة الطبية في سبيل التخفيف عن أهل غزة المحاصرين. وقال: "طُلبت من جمعية العلماء المسلمين قائمة بالأدوية ونحن التزمنا بهذه القائمة لأنها هي التي يحتاجون إليها". مضيفاً "هذا إهداء من الجزائر، وأقل جهد في سبيل فك الحصار عن عزة". وأضاف د.طالبي "جئنا إلى غزة لنُبدي تضامننا واحتجاجنا كرد على الحصار الذي ينبغي على المجتمع الدولي ومجلس الأمن أن يهب لفكه لأنه طال أكثر من اللازم". للإشارة فقد تصاعدت وتيرة التضامن مع قطاع غزة وأهله المحاصرين بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي اندلعت في السابع والعشرين من ديسمبرعام 2008، فيما تعالت وتيرة التضامن بشدة بعد مذبحة الحرية.