أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، عن قلقه إزاء نشر الأسبوعية الفرنسية الصفراء (شاريلي إيبدو)، كتابا ساخرا كجزء من سلسلتها عن حياة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما عبر عن أسفه لإقدام المجلة على نشر هذا الكتاب الذي يمثل حالة أخرى من حالات إساءة استخدام حرية التعبير. وقال البروفيسور أوغلو، إن نشر هذه السلسلة يخالف قواعد الصحافة المسئولة وهو بمثابة سوء استخدام للحق في حرية التعبير، مبيِّنا أن التحريض على الكراهية والتعصب على أساس الدين والدعوة إليهما من خلال هذا المنشور يعد خرقا للقوانين والصكوك الدولية لحقوق الإنسان. وجدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، تأكيده على ضرورة أن تمتثل المجلة للأحكام والقوانين المتعلقة بالتحريض على الكراهية والعنف، ولا سيما تلك المعمول بها في سياق الاتحاد الأوروبي، حاثا السلطات المعنية في فرنسا على اتخاذ التدابير المناسبة ضد هذه الأسبوعية. وناشد إحسان أوغلي المسلمين في مختلف بقاع العالم على ضبط النفس إزاء هذا التصرف، مجددا موقف المنظمة المبدئي الداعي إلى بناء توافق دولي للتعامل مع أعمال التحريض المتعمدة هذه ومع وتيرته المتسارعة في إطار قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16/18. إلى ذلك، تعقد منظمة التعاون الإسلامي، يوم الإثنين المقبل بأسطنبول، اجتماع فريق الشخصيات البارزة حول مناهضة عدم التسامح الديني، الذي يبحث في إيجاد آليات وخيارات قانونية لمناهضة إثارة الكراهية ضد المسلمين. وأوضح المتحدث الرسمي باسم المنظمة، رضوان شيخ، أن الاجتماع يأتي بناء على قرار مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الذي عقد في جيبوتي في نوفمبر الماضي، ويضم عددا من الخبراء القانونيين والمختصين وسفراء الدول الأعضاء المعتمدين لدى مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف، والمبعوث الخاص للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي لشؤون الإسلاموفوبيا، عمر أورهان. وأكد شيخ، أن المشاركين سوف يرفعون تقريرا يضم نتائج الاجتماع إلى القمة الإسلامية الثانية عشرة، المرتقب عقدها في القاهرة في السادس من فيفري المقبل. كما ينعقد الاجتماع الثاني من سلسلة ما يعرف باجتماعات وتيرة أسطنبول، في لندن أواخر جانفي الجاري، حيث يعد هذا الاجتماع الذي تشارك منظمة التعاون الإسلامي في إعداده، خطوة على طريق إيجاد تفاهم مشترك بين دول المنظمة، ودول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، لصيغة مشتركة حول مناهضة التمييز وعدم التسامح الديني.