في ظل تقاعس العالم الإسلامي عن حمايتهم ذبح أربعة أطفال مسلمين واختطاف أمِّهم في بورما قتل أربعة أطفال من مسلمي الروهينغيا يوم الاثنين الماضي في شمال مدينة "منغدو" بإقليم أراكان غرب بورما، وأصيب ثلاثة آخرون على يد البوذيين المتطرفين المدعومين بالقوات الحكومية البوذية. ونقلت "وكالة أنباء الروهينيغيا" عن مسؤول القرية قوله إن المعتدين البوذيين داهموا بيت دين محمد في قرية "قادر بيل" بغرض اعتقاله، وعندما اكتشفوا أنه غير موجود قتلوا أطفاله الأربعة دون رحمة واختطفوا والدتهم ونقلوها إلى مكان مجهول. وقال أقارب للعائلة: إننا لم نسمع أي ضوضاء عندما داهمت عصابة بوذية المنزل؛ حيث إن منزلهم يقع خارج القرية. من جهة أخرى، اعتقلت سلطات بورما القيادي الناشط المسلم (أونج وين) أحد رجال الروهنغيا البارزين، والذي ساعد الكثير من المنظمات الدولية ومراسلي وسائل الإعلام المختلفة بالترجمة والاتصال معهم في داخل أراكان حول المجازر الدامية والتطهير العرقي بحق المسلمين على يد البوذيين وحكومة بورما منذ جوان الماضي. وأبدت قناة "DVB" -إحدى القنوات الفضائية المحايدة المهتمة بأخبار العرقيات البورمية البوذية لاتحاد الأحزاب المعارضة ومقرها في النرويج- أن الناشط المسلم قد ساعد مراسليها بشكل كبير لنقل أوضاع مسلمي الروهنغيا عن أرض الواقع. ويرى البعض أن من أسباب قيام حكومة بورما باعتقال "الناشط" هو منعه عن التحدث مع ممثل هيئة الأممالمتحدة الذي هو في زيارته في سيتوي. وقالت السيدة كريس ليوا مديرة مشروع أراكان: إن أونج وين الناشط المسلم أحد المنتقدين الأشداء لما جرت على الروهنغيا من أعمال العنف، وعن طريقه برزت هناك تقارير مهمة عن المجازر والمذابح في أراكان بورما. وقالت قناة DVB: إنه تم اعتقاله بعد نشر تقارير عن انتهاكات الحقوق الواسعة وتعذيب المعتقلين. وأضافت القناة: إنه بعد اندلاع المجازر تم اعتقال أكثر من 6000 شخص من الروهنغيا بما فيهم العديد من قادة المجتمع المحلي، والذين لهم علاقات مع وسائل الإعلام الدولية. يشار إلى أن أعمال العنف بحق مسلمي الروهنجيا في أراكان من اعتقالات واسعة، وابتزاز مالي، ومنع القيام بأداء صلوات الجمعة والجماعة في المساجد، والهجوم على منازل المسلمين، واغتصاب بناتهم، وتمديد قانون الطوارئ، وتقييد تام على تنقلات المسلمين حتى إلى السوق لشراء الحوائج الضرورية.. لم تتوقف حتى اليوم. يذكر أن بورما هي إحدى بلدان الهند الصينية، وتحوي أكثر من ستة ملايين مسلم، ووصل اضطهاد المسلمين فيها إلى درجة الإبادة الجماعية على يد المتعصبين البوذيين دون أن تتدخل القوات الحكومية البوذية لحمايتهم، حيث تدَّعي السلطات البورمية أن جماعات الروهنغيين ليسوا من مواطني بورما، وهو ما عُدَّ افتراءً باطلاً؛ حيث إن هذه الجماعات المسلمة في المنطقة منذ خمسة قرون، وجوهر هذه الفرية هو التخلص منهم كمسلمين، للتقليل من نسبة المسلمين في ميانمار أو بورما. وتحدث كل هذه المجازر وأعمال الاضطهاد والتنكيل والتهجير في ظل عجز إسلامي واضح جسّده اكتفاء منظمة التعاون الاسلامي التي انعقدت منذ ايام ب"التنديد" بالمجازر التي تحدث للمسلمين في بورما، دون ان تُرفق التنديد بأية إجراءات عملية لايقافها.