عمره يقارب القرن مانديلا يستجيب للعلاج في المستشفى أعلنت الرئاسة في جنوب إفريقيا الخميس أن الرئيس السابق نلسون مانديلا (يستجيب إيجابيا) للرعاية الطبية بعد نقله إلى المستشفى أمس بسبب إصابته مجدّدا بعدوى في الرئة، في حين دعا الرئيس جاكوب زوما الشعب إلى عدم القلق بشأن صحّة زعيمه الوطني. أوضح بيان مكتب الرئاسة أن مانديلا (94 عاما) يخضع حاليا للعلاج والمراقبة في المستشفى الذي لم يذكر البيان اسمه، وأشار إلى أنه في (كامل وعيه). أمّا الرئيس جاكوب زوما فدعا مساء الخميس شعبه إلى الهدوء وعدم القلق بشأن صحّة مانديلا الذي قال إنه بين أيد أمينة، وأكّد أنه دخل المستشفى لإجراء المراقبة الطبّية، وأنه استجاب بشكل جيّد للعلاج وذلك بعدما وجّه زوما نداء في وقت سابق لشعبه والعالم من أجل الدعاء لمانديلا. وقال المتحدّث باسم الرئاسة ماك ماهاراج -الذي أمضى فترة في السجن مع مانديلا أثناء السبعينيات- لوكالة الأنباء الألمانية إن الأطبّاء يفضّلون الحذر عوضا عن مواجهة أيّ أخطار بشأن صحّة الزّعيم الجنوب إفريقي. من جهته، أعلن البيت الأبيض الأمريكي أن مانديلا كان (مصدر إلهام) للرئيس باراك أوباما في حياته الشخصية والمهنية، وقال إنه (يصلّي ويدعو له بالشفاء). وقال المتحدّث باسم البيت الأبيض جوش أرنست إنه يتمّ اطّلاع الرئيس أوباما أوّلا بأوّل على الحالة الصحّية للزّعيم الجنوب إفريقي الذي كان قد التقى أوباما وزوجته. ونقل مانديلا إلى المستشفى مساء أمس بسبب التهاب رئوي بعدما أدخل المستشفى مطلع مارس الجاري لمدّة 24 ساعة، وقالت الرئاسة آنذاك إن الأمر يتعلّق بفحوص روتينية. ويعود آخر دخول طويل ل (مانديلا) إلى المستشفى إلى ديسمبر 2012، وامتدّ 18 يوما إثر إصابته بعدوى في الرئة، وإخضاعه لعملية جراحية لإزالة حصوة في المرارة. وكانت تلك أطول فترة للبقاء في المستشفى منذ خروج مانديلا من السجن في عام 1990، وظل رمزُ مكافحة التمييز العنصري يتلقّى الرعاية الطبّية خلال الشهور الثلاثة الأخيرة في منزله بضاحية في جوهانسبورغ التي تتميز بارتفاع مستوى الرعاية الطبّية. تولّى مانديلا الرئاسة من 1994 إلى 1999 في ولاية دامت خمسة أعوام، ثمّ تنحّى عن الحكم بعد 27 سنة أمضاها في السجن لنضاله ضد نظام الفصل العنصري (الأبرتايد) في جنوب إفريقيا عانى خلالها من مرض السل، وقيل إن رئته تأثّرت أثناء سنوات العمل الشاقّ في السجن، وأفرج عنه في 1990 ليصبح بعد أربع سنوات أوّل رئيس أسود للبلاد وحصل في 1993 على جائزة (نوبل) للسلام مع آخر رئيس في نظام التمييز العنصري فريدريك دو كليرك لإتمامهما بنجاح مفاوضات من أجل إرساء الديمقراطية. وحاول مانديلا -الذي يحظى باحترام واسع لأنه حرص على المصالحة بين سكان جنوب إفريقيا- منذ تقاعده من الحياة العامّة خلال السنوات الماضية على أن يقضي كثيرا من الوقت قدر الإمكان في كونو، قريته الريفية التي عاش فيها أجداده في إقليم إيسترن كيب النائي.