أكّدت مصادر مطّلعة لمواقع إعلامية نبأ الإفراج عن رجلي الدين السعوديين محمد العريفي ومحسن العواجي بعد أيّام من إيقافهما على خلفيات عديدة، منها التدخّل في شؤون الدول الأخرى، وجرى الإفراج بعدما تعهّدا بعدم الخوض في أيّ نواحٍ متعلّقة بذلك. أفرجت السلطات السعودية في ساعة مبكّرة من صباح أمس الاثنين عن رجلي الدين محمد العريفي ومحسن العواجي اللذين تمّ إيقافهما خلال الأيّام الماضية على خلفيات عديدة، منها التدخّل في شؤون الدول الأخرى. يأتي الإفراج بعد ساعات من انتقاد جمعية حقوق الإنسان السعودية إيقاف العريفي والعواجي، حيث ذكر المتحدّث الرّسمي للجمعية صالح الخثلان أن (المادة 32 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي صادقت عليه المملكة كفلت حقّ الأفراد في التعبير)، وأضاف في حديثه الذي عبّر عنه بيان الجمعية أنه إذا صحّ ما (يشاع في وسائل الإعلام عن توقيف محمد العريفي ومحسن العواجي فإن ذلك يعدّ مخالفة لاِلتزامات المملكة اتجاه حقوق الإنسان التي نصَّت عليها اتّفاقيات إقليمية ودولية). ويعدّ محمد العريفي رجل الدين السعودي الأكثر إثارة، والذي يجد قَبولا في أوساط شبابية سعودية وعربية، كوّن خلالها جيشًا من المدافعين عنه والمبرّرين لما يصنّفه الكتّاب السعوديون ب (الحماقات). ودعا محمد العريفي إلى الجهاد من القاهرة التي تردّد عليها كثيرا قبل سقوط حكم الإخوان المسلمين رغم الحرص الحكومي على تحجيم تلك الدعوات سرّا قبل العلن، وهو ما طالب به العاهل السعودي الملك عبد اللّه هيئة العلماء الدينيين عبر (تغليظ العقاب على من يدعون الشباب إلى الجهاد). بدوره، كان مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ حذّر من الدعوة إلى الجهاد في الدول المنكوبة وفق تسميته، معتبرا أنه (باب للتهلكة). وأضاف المفتي آل الشيخ أن الجهاد في سوريا (لا يعدّ جهادا، إذ لا يعلم المرء تحت أي لواء ينخرط، ما يوقع الشباب في فخّ وأهداف الأعداء)، مشيرا إلى أن الجهاد من دون موافقة وليّ الأمر يدخل ضمن مفهوم (الجاهلية). بينما جاء إيقاف رجل الدين الآخر محسن العواجي بعد ظهوره في أحد البرامج التلفزيونية، حيث كرّر انتقاده لبعض الإجراءات الداخلية في المملكة، وكذلك مواقف السعودية الخارجية، خاصّة بعد سقوط حكم الإخوان في مصر، إضافة إلى حشد العواجي لتوقيعات عديدة في بيان سمي ببيان (المثقّفين السعوديين).