أعلن وزير الصحة الليبي نور الدين دغمان أمس أن حصيلة تفجيري مدينة بنغازي مساء الأحد بلغت 43 مصابا غادر بعضهم المستشفيات بعد تلقيهم العلاج. وأكّد الوزير الليبي - في تصريح لقناة (ليبيا الوطنية)- أن التفجيرات التي استهدفت مقرات الادعاء العام ومجمع محاكم ونيابات شمال بنغازي لم تسفر عن سقوط وفيات، موضحا أن الحالات التي تم استقبالها كانت في مستشفى الهواري 14 حالة، ومستشفى 7 أكتوبر 7 حالات، ومركز بنغازي الطبي 7 حالات فيما استقبلت إحدى المصحات الخاصة بالمدينة 15 حالة. وكانت حصيلة سابقة قد أشارت إلى إصابة 13 شخصا على الأقل. وتشهد مدينة بنغازي انفلاتا أمنيا كبيرا منذ أيام من خلال انفجارات واغتيالات لشخصيات عامة وضباط في الجيش والشرطة كان آخرها فرار 1200 سجين من مؤسسة الإصلاح والتأهيل الكويفية السبت الماضي. يأتي هذا في وقت حذر رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي من (تعكير أو قطع) المسار السياسي السلمي الذي انخرطت فيه البلاد بعد ثورة 17 فيفري. واعتبر نوري أبو سهمين في كلمة وجهها إلى الشعب الليبي على خلفية الأحداث الأمنية التي تشهدها العديد من المناطق، وخاصة بنغازي أن ذلك (ليس في مصلحة الوطن)، وأن البديل الوحيد للمسار السياسي هو (العنف والفوضى التي تزيد معاناة شعبنا وتدخله في نفق مظلم)، ودعا إلى المحافظة على المسار السلمي الذي قطع خطوات بانتخاب المؤتمر الوطني العام وإقرار قانون انتخاب الهيئة التأسيسية للدستور التي سيتم انتخابها بعد أشهر. وناشد الليبيين بالتكاثف والتعاون على ما يجمعهم لا ما يفرقهم والحفاظ على منجزات الثورة وعلى وحدة الوطن كما طالب وسائل الإعلام ب (استشعار المسؤولية وتجنيب الوطن الشائعات والفتن والتحريض والحرص بالمقابل على الموضوعية وتحري الحقيقة وتجنب الطعن والتجريح). وتعهّد رئيس المؤتمر الوطني بملاحقة المجرمين الذين يقفون وراء الأحداث الأمنية الأخيرة مؤكّدا عزم المؤتمر على (أداء الأمانة التي قلده إيّاها الشعب الليبي وتحمل المسؤولية والقيام بواجبه بوصفه ممثلا للشعب الليبي رغم الصعوبات والعراقيل). وأعلن أبو سهمين أن المؤتمر سوف يضع الحكومة أمام مسؤولياتها اتجاه الأحداث المتلاحقة التي تشهدها البلاد حاليا. ونقلت قناة ليبيا الوطنية أمس كلمة متلفزة لرئيس المؤتمر الوطني موجهة للشعب الليبي أكّد فيها أنه سوف يضع الحكومة أمام مسؤولياتها في حفظ الأمن والتحقيق في الحوادث المروعة التي تشهدها البلاد والكشف عن ملابساتها وتقديم مقتريفها إلى العدالة، وأكّد أنه يتمّ حاليا دراسة وضع هذه الحكومة وبحث خيارات عملية لتصحيح وضعها تلبية لتطلعات الشعب. في سياق مغاير، قرّرت وزيرة الشؤون الاجتماعية الليبية كاملة خميس المزيني الاستقالة من الحكومة المؤقتة التي يرأسها علي زيدان احتجاجا على التفجيرات التي وقعت في مدينة بنغازي شرق ليبيا. وحسب ما نقل التلفزيون الرّسمي الليبي في وقت مبكّر أمس جاءت استقالة الوزيرة الليبية أمام حشد من الليبيين كانوا يشاركون في احتفالية خاصّة أقيمت اللّيلة الماضية أمام فندق تيبستي بوسط مدينة بنغازي (إحياء للذكرى الثانية لاستشهاد الفريق الركن عبد الفتاح يونس) رئيس أركان جيش التحرير الليبي خلال أحداث الثورة الليبية في العام 2011. وقالت مصادر ليبية إن (استقالة وزيرة الشؤون الاجتماعية الليبية جاءت احتجاجا على التفجيرات الدموية في بنغازي) دون تقديم المزيد من التفاصيل.