يقوم الوزير الأوّل السيّد عبد المالك سلال اليوم الخميس بزيارة عمل وتفقّد إلى ولاية تيارت تندرج في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة يعاين خلالها عددا من المشاريع التنموية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والرياضي بهذه الولاية التي تشهد حركية تنموية كبيرة، لكنها تشهد في المقابل ممارسات بيروقراطية (خطيرة) تعرقل تلك الحركية. بالولاية التي مازال بعض سكانها بلا تيار كهربائي على غرار بعض أرياف منطقة ماتلاز بالسوفر يُنتظر أن يطّلع السيّد سلال خلال هذه الزيارة التي تدوم يوما واحدا على مدى تقدّم وتنفيذ المشاريع التنموية التي استفادت منها الولاية في قطاعات الفلاحة والتنمية الريفية والسكن والعمران والنقل والتعليم العالي والبحث العلمي والصحّة والتجارة والشؤون الدينية والأوقاف والشباب والرياضة. وفي مستهلّ الزيارة سيعاين الوزير الأوّل الذي يقود وفدا وزاريا هامّا ببلدية الحموني ورشة إنجاز خط السكة الحديدية باتجاه واحد (غليزان-تيارت-تيسمسيلت). كما سيطّلع بعاصمة الولاية على مركز التلقيح الاصطناعي ويشرف على عملية توزيع عقود الامتياز لفائدة الشباب. ويتضمّن برنامج زيارة الوزير الأوّل أيضا بعاصمة الولاية إطلاق مشروع 1900 سكن اجتماعي تساهمي والاستماع إلى عرض حول القطب الحضري الجديد شمال شرق-الزمالة. وسيزور السيّد عبد المالك سلال جامعة (ابن خلدون)، أين سيقدّم له عرض حول إقامة جامعية جديدة من ألفي (2000) سرير وكذا 2000 مقعد بيداغوجي، كما سيعاين ببلدية تيارت وحدة خاصّة لتربية الخيول وورشة إنجاز مركّب للطفولة والأمومة. وسيشرف السيّد سلال خلال هذه الزيارة على تدشين بمدينة تيارت مركز إسلامي ثقافي ومركز لتصفية الدم وملعب وذلك قبل أن يوزّع عقود الاستفادة من المحلاّت على أصحابها. وفي ختام هذه الزيارة الميدانية سيترأس الوزير الأوّل السيد عبد المالك سلال بدار الثقافة اجتماعا موسّعا لممثّلي المجتمع المدني. حركية تنموية.. ولكن... تعيش ولاية تيارت التي سيزورها الوزير الأوّل اليوم حركة تنموية كبيرة في مختلف المجالات بفضل المشاريع الهامّة التي استفادت منها خلال العشر سنوات الأخيرة. وقد أحدثت هذه الحركة التنموية المتسارعة تحوّلات جوهرية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي لهذه الجماعة المحلية من الهضاب العليا التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 917 ألف نسمة، ممّا ساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين. وتتربّع الولاية على مساحة قدرها 20050 كيلومتر مربّع متنوّعة التضاريس، حيث ترتفع مدينة تيارت ب 1080 متر عن سطح البحر كونها تقع على جبل غزول الذي يعتبر جزءا من السلسلة الجبلية للأطلس التلّي. كما تتبوّأ تيارت موقعا استراتيجيا يجعل منها همزة وصل تربط بين ولايات الشمال الغربي من الوطن وولايات الجنوب، حيث تحدّها من الشمال ولايتي غليزان وتيسمسيلت ومن الجنوب الأغواط والبيض ومن الغرب معسكر وسعيدة ومن الشرق ولاية الجلفة. وبالنّظر إلى هذا الموقع يجرى حاليا ربط الولاية بواسطة السكة الحديدية بمناطق الشمالية للوطن وذلك من خلال خطّ تيسمسيلت-تيارت-غليزان وكذا خطّ سعيدة-تيارت الذي يعتبر شطرا من خطّ الهضاب العليا الذي سيربط تبسة بجنوب ولاية سيدي بلعباس. وتأتي مشاريع هذه الهياكل القاعدية لتدعيم مطار بوشقيف وشبكة من الطرقات بطول 2412 كيلومتر التي حظي البعض منها بمشاريع ازدواجية أو إعادة اعتبار وتجديد خلال المخططين الخماسيين الحالي والسابق. وتمتلك الولاية المتشكلة إدارية من 14 دائرة و42 بلدية موارد طبيعية مهمّة، منها 1.609.900 هكتار من الأراضي الفلاحية منها أزيد من 705 ألف هكتار صالحة للزراعة و142.966 هكتار من مناطق السهوب. وقد سمحت الجهود المبذولة من أجل تثمين هذه الموارد إلى رفع إنتاج الحبوب بالولاية من 3ر1 مليون قنطار سنة 1999 إلى 6ر5 مليون قنطار الموسم الفلاحي الماضي وتطوير إنتاج الحليب من 48 مليون لتر إلى حوالي 82 مليون لتر في نفس الفترة. وإلى جانب القطاع الفلاحي استهدفت الحركة التنموية تأهيل النشاطات الاقتصادية وترقية الاستثمار من خلال تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية. بيروقراطية "قاتلة" في مقابل المشاريع التنموية التي لا يمكن أن ينكرها إلاّ جاحد، تضرب البيروقراطية والمحسوبية والعديد من الممارسات المقيتة بأطنابها في عمق عدد كبير من المصالح الإدارية بالولاية التي مازال بعض موظفيها يعتقدون أنهم بصدد فعل (مزية كبيرة) لمجرّد استصدار شهادة ميلاد، وهو واقع مؤسف، دفع كثيرين إلى (الهجرة)، سواء إلى ولايات أخرى أو إلى خارج الوطن، ويدفع كثيرين إلى اليأس من إمكانية إنعاش الولاية تنمويا، واقع يتحمّل مسؤوليته المسؤولون والمواطنون على حد سواء، في انتظار إصلاح ما يمكن إصلاحه.