"جماعة بلعياط" تعارض تزكيته على رأس الحزب هل ينهي سعداني فتنة الأفلان؟ تمّت يوم الخميس بالجزائر العاصمة تزكية الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني عمار سعداني أمينا عامّا جديدا لحزب جبهة التحرير الوطني برفع الأيدي خلال أشغال الدورة السادسة للّجنة المركزية للحزب. وبينما تعول (جماعة بومهدي) داخل الحزب على سعداني لإنهاء (فتنة الأفلان) يتوقّع متتبّعون أن تكون تزكيته مجرّد معركة ضمن حرب طويلة مازالت مستمرّة، خصوصا في ظلّ رفض (جماعة بلعياط) لتزكيته والاعتراف به كخليفة ل (بلخادم). كان عمار سعداني البالغ من العمر 63 سنة، المترشّح الوحيد لمنصب الأمين العام للحزب الذي بقي شاغرا بعد أن سحبت الثقة من الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم في شهر جانفي الماضي، وقد تمّت تزكية سعداني أمينا عامّا جديدا للأفلان خلال أشغال الدورة السادسة للّجنة المركزية (لجزء من الحزب) المنعقدة بفندق الأوراسي في العاصمة بعد مدّ وجزر. وقد اختتمت أشغال الدورة السادسة للّجنة المركزية للأفلان بعد تزكية عمار سعداني أمينا عامّا جديدا للحزب. وأكّد رئيس الدورة أحمد بومهدي أنه سيتمّ عقد لقاء آخر برئاسة الأمين العام الجديد عمار سعداني لاستكمال هياكل الحزب. وعود سعداني تعهّد السيّد سعداني في كلمة له عقب تزكيته بالعمل (على رصّ وحدة صفوف الحزب وإقرار الصلح والمصالحة)، داعيا المناضلين والمناضلات إلى الابتعاد عن التفرقة وكلّ ما من شأنه أن يشتّت الحزب. ونبّه السيّد سعداني إلى (الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد)، واصفا المرحلة الحالية (بوقت جدّ بالنّسبة لحزب الأغلبية حزب جبهة التحرير الوطني الذي يعوّل عليه كثيرا في التنمية والاستقرار وحماية المؤسسات). واعتبر الأمين العام الجديد من جهة أخرى أن المسؤولية (التي أسندت له اليوم من قِبل أعضاء اللّجنة المركزية للحزب تعدّ عبئا تقيلا ومسؤولية صعبة وهي ليست مسؤوليته وحده، بل مسؤولية الجميع). كما أكّد سعداني مواصلة تنفيذ برنامج الحزب المصادق عليه في مؤتمره الأخير، موضّحا أنه (سيواصل تنفيذ برنامج الحزب الذي أقرّه المؤتمر الأخير)، واصفا إيّاه ب (المشروع الوطني لرئيس الجمهورية ورئيس حزب جبهة التحرير الوطني السيّد عبد العزيز بوتفليقة). ووعد السيّد سعداني برصّ صفوف جبهة التحرير الوطني من خلال تكليف عقلاء وإطارات مؤهّلين للقيام بالمصالحة داخل الحزب. ومن جهة أخرى، أكّد السيّد سعداني أن (قرار مجلس الدولة الصادر يوم الأربعاء والقاضي بإلغاء اجتماع اللّجنة المركزية قرار سيادي وغير قابل للنقاش)، مضيفا أن (قرارات العدالة بخصوص اجتماع اللّجنة المركزية لا تحمل أيّ تناقض). بلعياط غاضب وصف منسّق المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمن بلعياط يوم الخميس بالجزائر العاصمة اجتماع اللّجنة المركزية للحزب بأنه (غير قانوني) ونتائجه (غير شرعية). وأوضح السيّد بلعياط خلال ندوة صحفية نشّطها بمقرّ الحزب أن مجلس الدولة (ألغى الرخصة الممنوحة لجماعة بومهدي لتنظيم هذا اللّقاء)، واصفا إيّاه بأنه (غير قانوني وغير معترف به) والنتائج المنبثقة عنه (غير شرعية). وأعلن ذات المسؤول أن المكتب السياسي بصدد الترتيب لعقد اجتماع اللّجنة المركزية، مذكّرا بأن منسّق المكتب السياسي (هو المخوّل قانونا وصاحب الصفة الوحيد لاستدعاء اللّجنة المركزية من أجل عقد دورة استثنائية وانتخاب أمين عام للحزب حسب ما تنص عليه المادة التاسعة 9 من القانون الداخلي للحزب)، وأوضح في ذات السياق أن (جماعة رئيس الدورة السادسة بومهدي لا تحوز لا على الصفة القانونية ولا على الشرعية لاستدعاء أعضاء اللّجنة المركزية لعقد دورة استثنائية لانتخاب أمين عام). وردّا عن سؤال حول الترخيص الجديد الذي تحصّل عليه السيّد بومهدي لعقد اجتماع اللّجنة المركزية للحزب بنزل الأوراسي، اعتبر السيّد بلعياط أن هذا اللّقاء (تمّ دون رخصة)، مؤكّدا أن (القرار الذي أصدره مجلس الدولة يقضي بإلغاء هذه الرخصة)، واستطرد قائلا: (نحن لسنا ضد جماعة الأوراسي، لكن نريد جمع الشمل وموقفنا اليوم سوف يردهم إلى جادّة الصواب). وعلى صعيد آخر، أكّد السيّد بلعياط أنه لن يكون هناك (أيّ انسداد) لنشاط الكتلة البرلمانية للحزب التي ستواصل -كما قال- عملها بطريقة عادية. تأجيل الكشف عن التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي أعلن الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني مساء الخميس بالجزائر العاصمة تأجيل الكشف عن التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي للحزب إلى الدورة القادمة لاجتماع اللجنة المركزية. وقال السيّد سعداني أمام أعضاء اللّجنة المركزية في دورتها السادسة المنعقدة بنزل الأوراسي إنه (بعد مشاورات تقرّر تأجيل الكشف عن تشكيلة المكتب السياسي للحزب إلى الدورة القادمة لاجتماع اللّجنة المركزية للسماح بمواصلة المشاورات). ومن جهة أخرى، دعا السيّد سعداني أعضاء اللّجنة المركزية إلى إعطاء صورة واضحة عن مجريات فعاليات الدورة السادسة المستأنفة لمناضلي الحزب على مستوى القاعدة، كما أكّد على ضرورة (نشر أخلاق الوئام والتسامح والصلح لتوحيد صفوف جبهة التحرير الوطني). سعداني في سطور يعدّ السيّد عمار سعداني الأمين العام الحادي عشر لحزب جبهة التحرير الوطني بعدما تمّت تزكيته لهذا المنصب خلال أشغال الدورة السادسة المستأنفة للّجنة المركزية للحزب المنعقدة يوم الخميس بالجزائر العاصمة خلفا ل (عبد العزيز بلخادم) الذي سحبت منه الثقة في جانفي الفارط. شغل السيّد سعداني المولود في 17 أفريل عام 1950 بتونس، وهو متزوّج وأب لسبعة أطفال وحائز على شهادة جامعية في العلوم السياسية منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني من 2004 إلى 2007 إطار سابق في الاتحاد العام للعمال الجزائريين، كما شغل منصب محافظ للحزب لولاية الوادي لمدّة 15 سنة لينتخب عام 1997 نائبا بالمجلس الشعبي الوطني، حيث ترأس لجنة النقل بالمجلس، وأعيد انتخابه سنة 2002، حيث تقلّد منصب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني قبل أن يتمّ انتخابه في 23 جوان 2004 رئيسا لذات الهيئة. قائمة الأمناء العامّين للأفلان منذ الاستقلال: 1962 - 1963: محمد خيذر 1963 - 1965: أحمد بن بلة 1965 - 1967: شريف بلقاسم 1967 - 1972: فايد أحمد 1973 - 1980: محمد صالح يحياوي 1980 - 1988: محمد الشريف مساعدية 1988 - 1996: عبد الحميد مهري 1996 - 2001: بوعلام بن حمودة 2001 - 2004: علي بن فليس 2004 - 2013: عبد العزيز بلخادم * الرئيس الشرفي للحزب منذ 2005: عبد العزيز بوتفليقة.