الصحف الإيطالية تدين "مجزرة العار" تحوّلت جزيرة (لامبيدوزا) الإيطالية إلى مقبرة كبيرة لعشرات (الحرّافة) القادمين من بلدان إفريقية مختلفة بينها الجزائر ، حيث شهدت الجزيرة مأساة حقيقية، كان البحر الأبيض المتوسط شاهدا عليها، حيث أسفر غرق زورق كبير عن مصرع ما لا يقلّ عن 130 شخص وفقدان 200 آخرين، ومن المتوقّع أن تتجاوز حصيلة الضحايا ال 300 قتيل. وفقا لإحصائية أوروبية قضى منذ العام 1994 أكثر من 6200 مهاجر، منهم 4790 لا تزال جثّثهم مفقودة في مضيق صقلية وحده، بينما بلغ عدد القتلى أو المفقودين في هذه الحوادث عام 2011 الذي يُعدُّ الأسوأ، 1800 شخص على الأقل. وأدانت الصحف الإيطالية أمس الجمعة (مجزرة العار) التي حوّلت جزيرة (لامبيدوزا) إلى (مقبرة المهاجرين). وعنونت صحيفة (لا ريبوبليكا) على صفحتها الأولى (مجزرة العار)، مذكّرة بأنها (أكبر مأساة بشرية لمهاجرين غير شرعيين في البحر)، بينهم أطفال ونساء حوامل. وخصّصت الصحيفة ثماني صفحات تصدّرتها صورة عشرات الجثث الملفوفة في أكفان خضراء للمأساة التي قال عنها البابا فرنسيس الجمعة في زيارة إلى أسيزي إنها (عار). وعنونت صحيفة (كورييري دي لا سيرا) التي فضّلت عدم نشر على صفحتها الأولى صور الجثث بل النّاجين منهم وعددهم نحو 150 من بين 450 أو 500 أريتري وصومالي كانوا على متن الزورق الذي شبّت فيه النيران قرب سواحل الجزيرة الصغيرة التي تقع جنوب صقلية جنوب إيطاليا، (مجزرة المهاجرين، وإيطاليا في حدّاد). ونشرت الصحف الإيطالية العديد من شهادات صيّادي السمك الذين أغاثوا المهاجرين ومن بينهم تلك الفتاة الأريترية التي أنقذها خفر السواحل من بين الجثث بعد أن لاحظوا أنها ما زالت تتنفّس. وكتب الصحفي جيان أنطونيو ستيلا في افتتاحية الصحيفة (اليوم يوم يجب أن نفكّر في الأغاثة، إنه يوم رحمة وحداد، لكن بعدما تجفّ الدموع وتوجّه أصابع الاتّهام إلى أولئك المجرمين الذين يعيشون من الاتّجار بهؤلاء اليائسين ويكدّسون 500 شخص في زورق لا يتجاوز طوله بضعة أمتار سيحين الوقت لنقول كفى). ونشرت (لا ستامبا) على صفحتها الأولى صور عائلات انتشلتها أجهزة الإغاثة في (إكياس من البلاستيك وثياب النّاجين) وصور العائلات ومجموعات الأصدقاء المبتسمين الذين (انتهكت حياتهم). ومعلوم أن الجزيرة المذكورة دأبت على استقبال آلاف المهاجرين غير الشرعيين الذين يأتي معظمهم من إفريقيا الغربية وبلدان جنوب الصحراء ومهاجرين قادمين أيضا من بعض المناطق الآسيوية ومن سوريا التي تمزّقها الحرب. وإن كان الحظّ يحالف البعض في عبور البوابة إلى أوروبا إلاّ أن البعض الآخر وهم كثر يكون مصيره الموت. وأعربت مفوّضية الأمم المتّحدة لشؤون اللاّجئين عن استيائها من (المجزرة)، وقال المفوّض السامي لشؤون اللاّجئين أنطونيو غوتيريس في بيان له إن المفوّضية (تعمل بنشاط مع دول المنطقة لتوفير بدائل فعّالة للأشخاص الذين يلجأون إلى المخاطرة بحياتهم في مثل هذه الرّحلات)، معربا عن استيائه (لظاهرة تزايد غرق المهاجرين والفارّين من النّزاع أو الاضطهاد حول العالم). من جهتها، عبّرت الولايات المتّحدة عن حزنها جرّاء المأساة. وأصدرت نائبة المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف بيانا عبّرت فيه عن تعاطفها الشديد مع كلّ المتضرّرين ودعت المجتمع الدولي إلى العمل على الحؤول دون حصول مثل هذه الكوارث مع المهاجرين.