دعا حاكم مقاطعة صقلية الإيطالية روزاريو كروكيتا دولة قطر للمساهمة في تأسيس مركز حضاري إسلامي لاستقبال اللاجئين القادمين إلى جزيرة لامبيدوزا الواقعة ضمن مقاطعته والتي تشهد منذ أسابيع تصاعدا كبيرا في أعداد قوارب اللاجئين القادمة من ليبيا. وكان أحد مواطني صقلية المسلمين ويُدعى خيط عبد الحفيظ قد تقدم بفكرة لإقامة مركز إسلامي لمساعدة الأعداد المتزايدة من لاجئي لامبيدوزا المسلمين وغير المسلمين وخدمة أكثر من 100 مسلم بصقلية التي لا يوجد بها سوى مركز إسلامي واحد بكاتانيا الواقعة على بعد 450 كلم بحرا من لامبيدوزا. وذكر كروكيتا أن إقامة هذا المركز يمكن أن تواكب واقعا قادما هو تزايد موجات الهجرة بالقوارب من جنوب البحر المتوسط إلى شماله عبر لامبيدوزا وما يتطلبه هذا من رعاية نفسية وروحية وتأهيل اجتماعي للاجئين القادمين للجزيرة. وقال إن الاحتمال المؤسف بتكرار حوادث غرق قوارب المهاجرين مثلما جرى في الأيام الماضية يتطلب إقامة مقبرة إسلامية لإكرام الضحايا الغرقى من اللاجئين المسلمين بدفنهم وفق شعائرهم الدينية، وبناء مركز لبحوث أمراض هذا النوع الخطر من الهجرة. وأشار كروكيتا إلى أن تفاؤله بمساهمة دولة قطر في تنفيذ هذا المشروع عائد إلى معرفته بالإسهامات الخيرية للقطريين بأماكن عديدة، وتأكده من استعداد الدوحة لإحياء روح التلاقي والتلاقح الديني مجددا في صقلية. ونوه إلى أن فتح صقلية أبوابها أمام المهاجرين واللاجئين يعكس روحها المستمدة من كونها ظلت مقاطعة عربية لأربعة قرون متصلة. وأشار حاكم صقلية إلى أن المساجد انتشرت بجوار الكنائس في مقاطعته خلال العصور الوسطى، وقال إن العاصمة الصقلية التي عرفت في المصادر العربية القديمة بباليرمو العزيزة ما زالت تضم آثارا تنطق بالمآثر الحضارية التي خلفها سكانها العرب السابقون. ولقيت فكرة مشروع المركز الإسلامي المقترح بلامبيدوزا تأييدا من عمدة الجزيرة غيوزي نيكوليني. وقال أسقف لامبيدوزا الكاثوليكي دومينكو زامبيتو إنه سيكون في مقدمة الداعمين لتنفيذ هذا المشروع لأنه سيتيح الفرصة للاجئين المسلمين لممارسة شعائرهم الدينية في الجزيرة التي لا يوجد بها مسجد. وقال كروكيتا إن ما شهده من جثث للنساء والأطفال بعد انتقاله لموقع السفينة الغارقة كان ضد الكرامة الإنسانية. وأوضح أنه طالب رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه باروسو بإلغاء أوروبا تجريم الهجرة غير الشرعية حاليا، وتأمين وصول الراغبين في اللجوء إليها وفحص طلباتهم القانونية بإنسانية وعدالة. وأوضح كروكيتا أنه تقدم بصفته حاكما لصقلية إلى الحكومة الإيطالية بمشروع قانون لمكافأة أي صياد يقوم بإنقاذ لاجئي القوارب. وأشار إلى أنه أمر بتسريع عمليات البحث عن المفقودين في حوادث غرق ثلاثة قوارب في الأسابيع الأخيرة، وفتحِ تحقيق باتهام لاجئين سوريين وصلوا إلى صقلية لخفر سواحل إيطاليين بالاستيلاء على أغراضهم الشخصية وأموالهم. ولفت الحاكم إلى أن بلاده توقفت عن سياسة الإعادة الجماعية للاجئي القوارب إلى ليبيا، وأوضح أن الحكومة الإيطالية السابقة المدعومة من حزب رابطة الشمال ذات التوجهات العنصرية والمعادية للأجانب هي من نفذت هذه السياسة المخالفة للقانون الدولي. ورأى كروكيتا أن الواقع الحالي أصبح يفرض على الاتحاد الأوروبي توزيع أعباء اللاجئين على دوله بشكل عادل، والسماح لهؤلاء المهاجرين باختيار الدول الأوروبية التي يرغبون فيها. واعتبر أن إيطاليا يمكنها بسهولة استيعاب نحو 30 ألف لاجئ وصلوا إليها منذ بداية العام الماضي بتوزيعهم بمعدل ثلاثة لاجئين على كل مدينة من مدنها البالغ عددها تسعة آلاف مدينة. ونوه إلى أن معظم هؤلاء اللاجئين غادروا إلى بلدان أوروبية أخرى في مقدمتها السويد وألمانيا والنرويج وهولندا.