أثار حديث الإعلام المصري خلال الأيام القليلة الماضية عن زيارة مفتي أوكرانيا أحمد تميم إلى مصر ولقائه وزير الأوقاف وشيخ الأزهر، وتوقيعه عدة اتفاقيات تعاون، غضبا كبيرا في أوساط الإدارات والمؤسسات الدينية والإسلامية في أوكرانيا التي اعتبرت أن الزائر لا يمثل إلا إدارته فقط. ومنصب (مفتي أوكرانيا) محل جدل كبير يتجدد بالبلاد التي لا تتجاوز نسبة المسلمين بها 5 % من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 45 مليون نسمة، وفيها ما لا يقل عن أربع إدارات دينية بمختلف الأقاليم، تحمل معظمها اسم (الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا) ولكل واحدة منها مفتيها الخاص. أكبر هذه الإدارات وأقدمها الإدارة الدينية لمسلمي إقليم شبه جزيرة القرم، حيث يعيش نحو خمسمائة ألف تتري مسلم مشكلين أكبر تجمع للمسلمين بالبلاد، ومفتيها الشيخ أمير علي أبلاييف الذي يترأس أيضا (المجلس الاستشاري لمسلمي أوكرانيا) وهو يضم تحت سقفه معظم هذه الإدارات، ماعدا الإدارة الدينية التي زار مفتيها تميم مصر بصفة (مفتي أوكرانيا). واستنادا إلى آراء بعض المسلمين بالعاصمة كييف حول هذا الأمر، ومن بينهم أمير حسنوف، قال إنه يشعر أن الغرض من استخدام مصطلح (مفتي أوكرانيا) هو كسب مكانة ما فقط. أما الطالب التتري بيكير فقال مستغربا (لا وجود لمنصب مفتي الدولة في دول كثيرة مجاورة، مع أن أعداد المسلمين فيها أكبر بكثير مما هو عليه في أوكرانيا، كروسيا). الإدارات وغيرها من المؤسسات والجمعيات الإسلامية أدانت موقف جامعة الأزهر الشريف من الزيارة والزائر، معتبرة أنه (لا يمثل مسلمي أوكرانيا، ويمثل إدارته ومذهبه الدخيل عليها فقط) وأنه سمى نفسه مفتي أوكرانيا ولم يسمه أو ينتخبه أحد، لعدم وجود هذه المؤسسة في القانون الأوكراني. الشيخ حيدر إسماعيلوف نائب مفتي الإدارة الدينية لمسلمي القرم، أوضح أن (إدارة تميم تمثل مذهب وفكر الأحباش، الذي دخل أوكرانيا مبكرا بعد استقلالها، والذي يُقابل برفض واسع بين المسلمين، لما يحمل من تضليل وتكفير للآخرين، ولمعظم الأئمة والعلماء على اختلاف مدارسهم، وإن كان يحاول التستر على هذا الواقع). وأضاف أن علماء الأزهر يدركون خطر هذا الفكر المنحرف، وفتاواهم حرمته سابقا و(لهذا نعاتبهم على هذا التحول في موقف هذه المؤسسة ذات الهيبة والمكانة في نفوس مسلمي أوكرانيا والعالم). واعتبرت بعض الإدارات أن الزيارة تحمل (أبعادا سياسية) وفيها (تحليل للانقلاب)، منتقدين (تشويه الواقع) واستغلال بعض الجهات مسلمي أوكرانيا لخدمة أنظمتها. وبهذا الصدد، قال مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا (أمّة) وهي من أبرز الإدارات الدينية بعد إدارة القرم، (إننا نعيب على الحكومات ومؤسساتها تشويه واقع المسلمين واستغلالهم، بتسويق من أيد الأنظمة الطاغية في سوريا ومصر على أنه يمثل جميع المسلمين في أوكرانيا). وأكد الشيخ سعيد إسماعيلوف أن موقف معظم المسلمين في أوكرانيا واضح مما حدث ويحدث في سوريا ومصر، مثلته عدة بيانات أدانت وحشية النظام السوري، والانقلاب والعنف ضد مؤيدي الديمقراطية والمتظاهرين السلميين في مصر وغيرها من الدول.