يستقطب موسم سيدي بلال الذي انطلقت فعالياته نهاية الأسبوع بولاية تندوف جموعا غفيرة من سكان المنطقة الذين يحيون هذه المناسبة التقليدية ترسيخا للتواصل بين الأجيال وحفاظا على هذا الموروث الشعبي. وقد استمتع الجمهور وعابري السبيل الذين اكتظت بهم ساحة الوادي الذي يتوسط أقدم حيين بمدينة تندوف (الرماضين وموساني) بفقرات متنوعة التي امتزجت فيها إيقاعات الطبل والقرقابو بالأهازيج الشعبية التي قدمتها فرق فلكلورية محلية وأخرى من ولاية بشار لإحياء هذه المناسبة التي تحمل اسم الصحابي الجليل سيدنا بلال رضي الله عنه. وقد تزامنت فعاليات هذا الموسم هذه السنة مع ذكرى مولد خير الأنام، حيث تتقاسم تنظيمه سنويا جمعيات قرقابو لحي الرماضين وجمعية الفن والتراث القديم وجمعية البدر وهو يجسد مثالا حيا لمبدأ التكافل الاجتماعي من خلال تنظيم المعروف الذي يتلى خلاله القرآن الكريم و يقدم الطعام للزائرين وعابري السبيل كما أوضح المنظمون. وأشار أحد مسؤولي لجنة التنظيم مبارك بلعمش إلى أن هذا الحدث المحلي يعد رافدا لا يتجزأ عن الثقافة الوطنية والذي يساهم في توطيد أواصر الأخوة والصداقة والتكامل بين جميع شرائح المجتمع بمختلف أطيافه، كما أنه يعد أيضا فرصة لتثمين هذا التراث الشعبي. ويتضمن برنامج موسم سيدنا بلال فقرات متنوعة من بينها تنشيط مداخلات من قبل أساتذة جامعيين يسلط فيها الضوء على جزء من السيرة النبوية الشريفة ومواضيع أخرى تتعلق بالرسالة المحمدية ودورها في نشر القيم والفضائل والأخلاق السامية بين الناس. ومن بين العادات التي يتمسك بها سكان تندوف في هذا الموعد السنوي تقديم للضيوف المعروف الذي يتمثل في طبق (البنافا) الذي يحضر من لحم وكبد وسنام الجمل والذي عادة ما يرافقه الشاي المعد فوق الجمر إلى جانب طبق الكسكسي المرصع بلحم الإبل. وتتواصل فعاليات موسم سيدي بلال لثلاثة أيام من خلال تقديم لوحات فنية من عمق التراث الثقافي والفني المحلي التي ترسمها الفرق المشاركة على غرار فرقة القرقابو لمدينة تبلبالة ببشار وكذا فرق فلكلورية من ولاية تندوف، إلى جانب تخصيص فضاء للشعر الشعبي والمديح قبل أن تختتم هذه الفعاليات بتلاوة الفاتحة ودعاء جماعي.