أعلن المجلس الوطني التأسيسي التونسي (البرلمان) مساء أول أمس تأجيل التصويت على مشروع الدستور الجديد للبلاد (في قراءة أولى) إلى اليوم الأحد بعدما كان ذلك مقررا أمس السبت، في حين تظاهر مئات من أنصار حزب التحرير للتعبير عن رفضهم للدستور الجديد، معتبرين أنه (علماني باطل). وقالت النائبة كريمة سويد مساعدة رئيس المجلس التأسيسي المكلفة بالإعلام، إن المجلس سيعقد جلسة عامة للمصادقة على الدستور برمته في قراءة أولى، اليوم الأحد بداية من العاشرة صباحا، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء التونسية الرسمية. ومساء الخميس أنهى المجلس التأسيسي المصادقة على الدستور (فصلا فصلا)، ويتعين أن يصادق ثلثا أعضاء المجلس التأسيسي (145 نائبا من أصل 217) على الدستور (في قراءة أولى) من أجل تمريره، وإن لم يحصل الدستور على ثلثي أصوات النواب يتم عرضه على التصويت مرة ثانية. وقالت سويد إنه إذا ما حصل مشروع الدستور على أصوات ثلثي النواب على الأقل، فإن الجلسة العامة الممتازة لختم الدستور ستكون بعد غد الاثنين. وكان العضو بالمجلس التأسيسي والقيادي في حركة النهضة بدر الدين عبد الكافي قد أوضح أن يوم الاحتفال البرتوكولي وتوقيع الدستور سيكون بحضور رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس المجلس التأسيسي، إضافة إلى ضيوف من تونس وخارجها ودبلوماسيين غربيين، مشيرا إلى أنه سيتم توجيه الدعوة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وبالتصديق على الدستور الذي بدأ النقاش بشأنه منذ الثالث من الشهر الجاري تكون خريطة الطريق لرباعي الحوار الوطني قد أوشكت على النهاية في انتظار الإعلان عن حكومة الكفاءات الجديدة للمهدي جمعة، إلى جانب إصدار قانون انتخابي وتحديد موعد الانتخابات المقبلة. وقد وصف رئيس حركة النهضة -التي تقود الائتلاف الحاكم- راشد الغنوشي الدستور بأنه (الأعظم في تاريخ تونس، وأعظم دساتير العالم). من جانبه، قال رئيس المجلس مصطفى بن جعفر عقب التصويت على جميع مواد الدستور (146 بند وديباجة) إنها لحظة تاريخية لتونس. بدوره، أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسبوع الماضي إلى أن ما وصفه بدستور تونس التوافقي هو نموذج لدول المنطقة. وفي المقابل، تظاهر مئات من أنصار حزب التحرير (إسلامي) في العاصمة تونس للتعبير عن رفضهم للدستور الجديد للبلاد الذي اعتبروه دستورا (علمانيا باطلا). وردد المتظاهرون الذين تجمعوا أمام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة، شعارات مثل (دستور علماني باطل)، (مجلس تأسيسي باطل)، (قانون وضعي باطل). وهتف المتظاهرون (حكم القرآن واجب) و(دولة إسلام واجب) و(دولة خلافة واجب). وقال أحد المتظاهرين للصحفيين (نعلن رفضنا لهذا الدستور، إنه رجس من عمل الاستخبارات فاجتنبوه).