فاز الفيلم الصيني (بلاك كول.. ثن آيس) (فحم أسود وجليد رقيق) بجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي، بينما حصل الأميركي ريتشارد لينكليتر على جائزة أفضل مخرج عن فيلمه (بويهود) والممثل الصيني فان لياو بالدب الفضي كأحسن ممثل. وفازت اليابانية هارو كوروكي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها بالفيلم الياباني (ليتل هاوس) (البيت الصغير)، في حين حصل الأخوان الألمانيان أنا وديتريش على جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو بين أفلام المهرجان. ويحكي فيلمهما (تقاطع طريق) قصة فتاة بالرابعة عشرة من العمر تنهار حياتها بسبب الإيمان المتشدد بالعقيدة الكاثوليكية. ويعتبر الفيلم أحد أربعة أفلام ألمانية شاركت بالمهرجان هذا العام. وحصل المخرج الأميركي ويس أندرسون على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم عن فيلمه (ذي غراند بودابست هوتيل) (فندق بودابست العظيم) الذي تدور أحداثه على خلفية التحضير للحرب العالمية الثانية. وتعتبر جائزة لجنة التحكيم الكبرى ثاني أرفع جوائز المهرجان بعد جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم. كما فاز المصور الصيني غيان زينغ بجائزة الدب الفضي عن تصويره للدراما الصينية (توي نا) وتعني (تدليك أعمى) للمخرج يي لو. ويدور الفيلم حول عدد من العاملين بصالون للتدليك الطبي كلهم إما عميان أو لديهم إعاقة بصرية. ويُعد مهرجان برلين السينمائي الدولي -الذي يعرف رسميا باسم بريناليه- أحد أقدم المهرجانات وأكثرها مكانة بالعالم. وتتألف لجنة التحكيم التي تختار الأعمال الفائزة من ثمانية أشخاص ويرأسها المخرج والمنتج الأميركي ريتشارد شاموس، واستمر المهرجان 11 يوما عرض خلالها أربعمائة فيلم من بينها 23 فقط تنافست على الجوائز. وللمرة الأولى منذ سنوات، تخيّب اختيارات مدير مهرجان برلين السينمائي -المتعلقة بالأفلام المشاركة في مسابقة الدورة ال64 آمال الكثير من النقاد والسينمائيين الذين يترددون على المهرجان العريق، ولم تشهد أفلام المسابقة الرسمية التي بلغت عشرين فيلما التنوع المطلوب أولا بين سينمات البلدان المختلفة. وتركز الاختيار على إبراز السينما الألمانية كثيرا على حساب غيرها، فهناك أربعة أفلام في المسابقة الرسمية إلى جانب أربعة أفلام أخرى من الإنتاج المشترك منها فيلم الافتتاح (فندق بودابست الكبير). ويرى كثيرون في برلين أن هذا الفيلم لم يكن مطلوبا أن يعرض في الافتتاح طالما أنه من الأفلام التي تتنافس على جوائز المهرجان، فالفيلم الذي يعرض بالافتتاح يكون عادة خارج التسابق لأنه يتمتع بفرصة أكبر من غيره، من تسليط الأضواء عليه وتمييزه بشكل خاص مما يخل بمبدأ التوازن بين فرص الأفلام المتسابقة. وغابت السينما الإيطالية تماما عن المسابقة، ولا تمثل السينما الأميركية سوى بفيلم واحد فقط، وكذلك البريطانية، وتحضر ثلاثة أفلام تمثل السينما الصينية، وهي أفلام اعتبرها الكثير من المتابعين ضعيفة من ناحية المستوى الفني، ودون مستوى التمثيل بالمسابقات الدولية. والأمر كذلك يمكن أن يقال عن الفيلمين المشاركين من الأرجنتين. كما جاء الفيلم الياباني ضعيفا يصلح أكثر لتمثيليات السهرة التلفزيونية. أما الأفلام الألمانية الأربعة، فليس من بينها سوى فيلم واحد يتمتع بالمستوى الفني هو (درب الصليب) الذي يدور حول اغتيال براءة طفولة فتاة وتحويلها إلى فتاة كاثوليكية متشددة بفعل تنشئتها بالقهر والتخويف.