خرج المنتخب الوطني الجزائري أمس من منافسة كأس العالم بعد سقوطه في ملعب «بورتو أليغري» مرفوع الرأس بعدما قدم مباراة كبيرة أمام الماكينات الالمانية التي وجدت فريقا صلبا، أجبر رفقاء كلوزيه على الذهاب إلى الشوطين الإضافيين، و انتهت المباراة بنتيجة 2 – 1، حيث سجلت الاهداف الثلاث في الشوطين الإضافيين، و رغم الهزيمة إلا أن أشبال المدرب وحيد حليلوزيتش استحقوا هذه المرة كل التقدير و الاحترام، حيث غادروا مونديال البرازيل بشرف و بذكريات جميلة لن ينساها الجزائريون. مباراة أمس كشفت عن مبولحي عملاق و حارس الخضر رجل المباراة كل التقدير يستحقه حارس الخضر رايس وهاب مبولحي الذي سجل اسمه في هذا المونديال بأحرف من ذهب، و لعل المباراة التي قدمها أمس هي الأهم بالنسبة إليه، حيث تألق مبولحي بشكل ملفت و استحق عن جدارة لقب رجل المباراة، و أنقذ حارس سيسكا صوفيا البلغاري شباك الخضر من 5 أهداف محققة على الأقل، فيما لا يتحمل هو مسئولية الهدفين. دفاع الخضر صمد أكثر هذه المرة و حليش قدم مباراة كبيرة سجل الخط الخلفي للمنتخب الوطني خلال مباراة أمس تحسنا ملحوظا مقارنة مع اللقاءات الماضية، و رغم تلقيه هدفين، إلا أن دفاع الخضر كان سدا منيعا في وجه رفقاء مولر طيلة الوقت الرسمي للمباراة، قبل أن ينال التعب من اللاعبين في الشوطين الإضافيين، أين تم تسجيل هفوتين جاء من خلالهما الهدفان، و كان رفيق حليش قائد المنتخب أحسن عنصر في الدفاع، حيث أظهر استماتة حقيقية قبل أن يخرج مصابا، كما قدم كل من ماندي و بلكالم أيضا مباراة في المستوى أمام الألمان. لحسن صمام الامان و مصطفى أحسن في منصب الاسترجاع و كاد يدخل التاريخ بدى وسط ميدان الخضر أكثر حضورا و انضباطا لاسيما من الناحية الدفاعية بفضل مهدي لحسن الذي قدم مباراة كبيرة، حيث كان صمام أمان حقيقي، و تمكن من استرجاع الكثير من الكرات و أوقف العديد من الهجمات الخطيرة لرفقاء أوزيل، و يبدو بأن المنتخب الوطني ما كان لينهزم في لقائه الاول أمام بلجيكا لو لعب لحسن في التشكيلة الأساسية، خاصة و أنه أظهر جاهزية بدنية عالية أمام الالمان، من جهة أخرى كان مستوى مهدي مصطفى في وسط الميدان أحسن بكثير من مستواه كمدافع أيمن، حيث قدم مباراة جيدة، و كاد يدخل التاريخ لو دخلت كرته مرمى الحارس الالماني نوير في الدقيقة 101، حيث مرت كرته بقليل عن القائم، و كان قريبا من التعديل لصالح الخضر. الهجوم غابت فعاليته بغياب جابو و براهيمي و فيغولي يستحق كل التقدير غابت فعالية آلة هجوم المنتخب الجزائري بسبب غياب الثنائي براهيمي و جابو اللذين بقيا في الاحتياط، حيث و رغم تسجيل بعض المحاولات لاسيما في المرحلة الاولى من عمر اللقاء عن طريق المتألق فيغولي، إلا أنها لن تجدي نفعا في ظل وقوف دفاع الالمان كجدار منيع بقيادة بواتينغ، و لم تنشط الالة الهجومية إلا مع دخول براهيمي في الشوط الثاني و كذلك جابو في الوقت الاضافي، في حين استحق فيغولي كل التقدير على المباراة الكبيرة التي قدمها في وسط الميدان و الهجوم. جابو سيخلف زيدان و سليماني أرق دفاعات المانشفت رغم الوقت القليل الذي لعبه جابو أمس إلا أنه قد يدخل تاريخ كرة القدم الجزائرية من أوسع أبوابها، حيث كان وراء تسجيل هدف الشرف الذي جاء في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة، و قد يجعل هذا الهدف من جابو أحد رجالات التاريخ، حيث سيكون آخر لاعب جزائري سجل في المونديال، و قد يحظى بلقب حافظ عليه الدولي الجزائري السابق جمال زيدان لسنوات طويلة، أما سليماني، و رغم عجزه عن التسجيل، إلا انه قدم مباراة جيدة من الناحية التكتيكية، و أقلق كثيرا دفاعات الالمان. كل التقدير لهذا الجيل و موعدنا في روسيا 2018 يستحق هذا الجيل من محاربي الصحراء كل التقدير بعدما شرفوا الجزائريين و المسلمين و العرب في بلاد السامبا، و يكفي رفقاء عيسى ماندي فخرا أنهم تأهلوا لأول مرة إلى الدور الثاني من منافسة المونديال، و خرجوا بشرف على يد المنتخب الالماني القوي، و قد يضرب لنا هذا الجيل موعدا جديدا في مونديال روسيا 2018، و سيكون حينها أكثر خبرة و حنكة، و قد يبلغ مراحل ابعد.