أعرب الفلاحون و مربو المواشي عن قلقهم الشديد ،على عدم قدرة الدولة من التحكم في انتشار مرض الحمى القلاعية، خاصة و أن هناك نقصا كبيرا في اللقاح و تشير آخر المعلومات أن المنظمة العالمية لحماية الحيوان قد أرسلت أزيد من مليون لقاء ضد الحمى القلاعية للجزائر ، قصد القضاء على هذا الداء الذي يقضي على كافة الأبقار و العجول ببلادنا في حالة انتشاره .مع العلم أنه قد انطلقت أمس عملية ذبح الأبقار و العجول بسبب الحمى القلاعية في العديد من بلديات الولاية خاصة التي تصنف ضمن بؤر المرض، العملية تتم تحت إشراف الطبيب البيطري لفرع الفلاحة أو الخواص و هذا بعد معاينة الطبيب البيطري للعجول و الأبقار و منح شهادة توجيه إلى الذبح أو أمر بالذبح بالنسبة تتم المصادقة عليه من طرف بيطري فرع مصالح الفلاحة للدائرة فالأول بالنسبة لعجول التسمين للاستفادة من لحومها لأن المرض لا يؤثر على صحة المستهلك و يتم تسويقه خارج الولاية في شروط صحية، أما الثاني بالنسبة للأبقار الحلوب ، و من ثم حصول المربي المعتمد على تعويضات من مؤسسة التأمين المؤمن عندها، أما بالنسبة للأبقار غير المعتمدة فيتم تكوين ملفا و إيداعه لدى فرع مصالح الفلاحة قصد دراسته و الحصول على التعويضات لكي لا يتكبد الفلاحون خسائر قد تؤدي إلى تخليهم عن هذا النشاط الفلاحي، و تحصي الولاية 6900 مربي معتمد يربون 60 ألفا بقرة حلوب معتمدة صحيا و 4 آلاف مربي غير معتمد يربون قرابة 12 ألف بقرة غير معتمدة صحيا. حيث استفادت من عملية التلقيح 50 ألف بقرة حلوب خلال شهر ماي باعتبارها مصدر الثروة. كما تحصي الولاية قرابة 400 ألف عجل منتج للحوم الحمراء في غياب إحصائيات حقيقية لعدم التصريح بالنشاط، منها 10 آلاف ببلدية التلة و 25 ألفا ببلدية بئر العرش. و قد تفشى المرض وسط المربين بشكل سريع حيث تم إحصاء خلال 10 أيام نفوق 550 حيوانا مجترا كبيرا منها 250 ببلدية بئرالعرش التي تعتبر الأكثر تضررا، فيما تبقى أكثر من هذا العدد غير المصرح بها منذ بداية المرض خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، حيث تم اكتشاف المرض خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان بعد نشر الجريدة لموضوع نفوق 200 عجل بسطيف أين تحركت كل الجهات المعنية، و من ثم بدأت مصالح الفلاحة للدوائر التصريح بالحيوانات الميتة بعد أن تكتمت عن الأمر في البداية مما زاد من انتشار المرض لعدم اتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب و خروج العشرات من رؤوس الحيوانات المصابة إلى ولايات الوسط،و قد تدخلت مصالح الدرك الوطني لبلدية بئر العرش أول أمس و حجزت عجلا مسلوخا بقرية بورزام ، الذي تم العثور عليه معلقا أمام منزل أحد المربين و توقيف الشاب الذي سلخ العجل أين تدخل العشرات من سكان القرية و قاموا بمحاصرة عناصر الدرك الوطني مما تطلب تعزيزات أمنية من طرف فرق البلديات الأخرى. و لم تنته القضية إلا بعد تدخل قائد المجموع بسطيف و معاينة البيطري للعجل ، مع العلم أن بلدية بئر العرش سجلت نفوق 60 عجلا يوم العيد، و صاحبتها حالة غليان وسط المربين أمام مقري فرع الفلاحة و الدائرة بعد أن تجمع العشرات من المربين ، للمطالبة بتوفير اللقاح ضد مرض الحمى القلاعية الذي تفشى وسط قرى البلدية و أثبتته التحاليل التي قامت به المصالح البيطرية على المستوى الوطني .حيث عثر يوم العيد على 60عجلا مرميا بعدة مناطق كحافة الطريق و الأودية و هو ما ينذر بكارثة بيئية خاصة و أن العديد يقوم برمي جثث الحيوانات دون الإبلاغ عنها في الآبار المهجورة مما يصعب التخلص منها و تسببت في انتشار الروائح و الحشرات الضارة، و بين الحين و الآخر تتدخل مصالح البلدية بامكانياتها الخاصة لدفن جثث الحيوانات الميتة. كما تم العثور نهار أمس على بقايا أجزاء من اللحم كانت معدة للتسويق، و رغم انطلاق عملية التلقيح التي مست 4000 رأس من الأبقار فقط خلفت حالة من الغليان وسط المربين و الفلاحين بسبب قلة كمية اللقاح، حيث تصدى و هاجم بعض الفلاحين أحد البياطرة و تمكنوا من سلبه كمية من اللقاح ليلا و تم استرجاعها بعد تدخل الجهات المعنية حسب مصدر للجريدة ، كما تم محاصرة أحد البيطريين في منزله من طرف المربين للظفر بعملية التلقيح .من جهة أخرى أعرب البياطرة عن الصعوبات التي يتلقونها أثناء عملهم حيث أن كمية اللقاح التي بحوزتهم قليلة و لا تفي بالغرض المطلوب وهو ما يثير احتجاج الفلاحين و المربين الذين يرجعون اللوم و يصبون جام غضبهم على البياطرة ، خاصة اذا علمنا أن بلدية بئر العرش لوحدها تحتاج إلى آلاف الجرعات من اللقاح للأبقار ، بحكم أنه تتواجد بها أكبر عدد من رؤوس الأبقار و المواشي هذا و ما يحل صباح اليوم الأحد وزير الفلاحة السيد عبد الوهاب نوري وزير الفلاحة إلى ولاية سطيف ، للاطلاع على توصلت إليه جهود مصالحه لتطويق انتشار مرض الحمى القلاعية الذي فتك بأزيد من 600 رأس من العجول و الأبقار ،حيث من المقرر أن يعقد المسؤول الأول على قطاع الفلاحة ندوة صحفية ببلدية بئر العرش التي ظهرت بها الحمى القلاعية و شهدت نفوق أزيد من 600 ارس من الأبقار.