يتواصل إضراب السائقين الذين يبلغ عددهم أكثر من 60 سائقا لترامواي قسنطينة وذلك لليوم الخامس على التوالي بحي زواغي سليمان حيث اكتفى المحتجون بتوفير الحد الأدنى من الخدمات. و تحولت وسيلة النقل من نعمة إلى نقمة على المواطنين حيث أن هذا الوضع تسبب في معاناة عديد المواطنين الذين اعتادوا استعمال الترامواي لاسيما أولئك القاطنون بحي زواغي سليمان و بالأحياء الواقعة على طول المسار الحالي للترامواي مثل السيلوك و المنظر الجميل و خزندار و ذلك على اعتبار أنه وسيلة نقل أكيدة و سريعة و آمنة تمكنهم من تفادي الازدحام المروري، و يتمثل المطلب الأساسي للمضربين الذين بالرغم من حركتهم الاحتجاجية أخذوا على عاتقهم مسؤولية ضمان الحد الأدنى من الخدمة من خلال تشغيل 4 عربات من أصل 11 مستغلة في جعل ظروف عملهم مماثلة لظروف عمل زملائهم بكل من ترامواي الجزائر العاصمة و وهران و كذا العمل بنظام 4 أيام عمل مقابل يومين راحة و تقليل ساعات القيادة إلى 5 ساعات بدل 6، وقد و في أعرب العمال المضربون في تصريح لآخر ساعة عن عزمهم على مواصلة حركتهم الاحتجاجية إلى غاية تلبية مطالبهم مشيرين أيضا إلى التعب الذي ينال منهم أثناء ممارسة عملهم الذي يتطلب التركيز في جميع الأوقات. كما اشتكى السائقون من أنه “لم يقم أي ممثل عن الإدارة بالتقرب منهم من أجل محاولة فهم انشغالاتهم”، و من جهتها تحدثت مؤسسة استغلال الترامواي (سيترام) في بيان لها عن “توقف جماعي للسائقين عن العمل دون إشعار و إخطار الفرع النقابي” مؤكدة بأنه تم رفع مطالب المضربين للمديرية العامة” و لكنها تشتكي في ذات الوقت من موقف تعتبره غير مسؤول و غير مقبول، و تؤكد (سيترام) في ذات البيان بأن اتفاقية جماعية “هي حاليا قيد الإعداد” من أجل “تنسيق و توحيد عمل جميع الموظفين العاملين بالتناوب” و “تحديد أوقات القيادة في ظل احترام قانون العمل و الخدمة العمومية” و “تحديد مدى التعب الذي ينال من العمال أثناء ممارسة عملهم من خلال الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل مهنة”. كما تمت الإشارة في بيان (سيترام) إلى “تكليف لإدارة العامة لمكتب خارجي جزائري متخصص في الموارد البشرية من أجل مساعدة الشركة في هذه المهمة”، وقد تسبب الاحتجاج في استياء الركاب الذين يتحتم عليهم اللجوء إلى وسائل نقل حضرية أخرى مثل الحافلات التي أضحت مكتظة و سيارات الأجرة التي تظل نادرة في حين يستفيد سائقوا سيارات الفرود من هذا الوضع.