وقد خلّفت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على ولاية قسنطينة و ضواحيها ، مقتل ثلاث أشخاص بمدينة علي منجلي و تسجيل انهيار مساكن بحي القماص الشعبي و غرق أحياء بأكملها بالخروب و سيارات جرفتها مياه الفيضانات التي اصطدمت بانسداد البالوعات وأغرقت سيول مياه الأمطار التي تهاطلت زوالا على عدة أحياء من الخروبوالمدينة الجديدة علي منجلي، وتسببت في شل حركة المرور وإحداث شرارات كهربائية، فضلا عن غلق طرقات مع إلحاق أضرار بمركبات جرفتها المياه، وأدت حبات البرد التي تهاطلت ابتداء من حوالي الساعة الثالثة زوالا، إلى إحداث سيول طوفانية على مستوى مختلف الأحياء بالمدينة الجديدة علي منجلي والخروب، خصوصا بالقرب من عمارات عدل والوحدة الجوارية 4، حيث أفاد السكان بأن حركة المرور قد توقفت بشكل كلي تقريبا، كما أن المحلات أغلقت أبوابها بعدما تسربت كميات كبيرة من المياه إليها، و غمرت المياه حي «أوفلا» القصديري الواقع في منطقة منخفضة بوسط مدينة الخروب؛ و خلفت أضرارا و تلفا في الأجهزة الإلكترونية و الأثاث من شدة ارتفاع منسوب المياه المتسربة و كذا حي 250 مسكنا، السيول تسببت أيضا في توقف حركة الترامواي، فضلا عن غلق الطريق المؤدي إلى المدينة الجديدة بالقرب من مطار محمد بوضياف لأكثر من ساعتين، حيث غمرت المياه حوالي عشر سيارات بشكل كلي تقريبا ما أدى إلى التدخل لإجلائها، في وقت ظلت عشرات المركبات الأخرى عالقة بسبب الانسداد المروري الحاصل بطريق المدينة وحتى داخل محاور داخلية وأحياء، كما غمرت المياه أيضا السيارات على مستوى قرية صالح دراجي بالخروب وحي الطرق الأربعة الواقع بمدخل المدينة الجديدة علي منجلي وأحياء أخرى بشكل كلي تقريبا، و رغم أن فترة تهاطل الأمطار المصحوبة بحبات البرد كانت دقائق معدودات، غير أنها كانت كافية لإرباك حركة السائقين و السكان بالنظر إلى غزارتها و انسداد البالوعات و قنوات الصرف الصحي، ما أدى إلى تجمع المياه و الأوحال بالطرق و عبر الفضاءات المحيطة بالسكنات، الأمر الذي أدى إلى تسجيل صعوبة في حركة السيارات و حافلات النقل الجماعي بمدينة قسنطينة والبلديات المجاورة لها ، و بعديد النقاط منها المدخل الشرقي للمدينة بجوار المحلات التجارية الكائنة بحي 500 مسكن، حيث غمرت الأمطار الطريق من المحول إلى المخرج الشرقي للمدينة غير بعيد عن حديقة التسلية بوسط مدينة الخروب، كما شهدت العديد من المشاريع، تحجر مياه الأمطار بالأنفاق المحفورة و غمرها لآليات الحفر و الرافعات المتواجدة بمستويات منخفضة بورشة الأشغال، و هو ما خلف حالة من التخوف و الإرتباك بين سكان المنطقة خوفا من حدوث انزلاقات للتربة و تضرر أساسات العمارات، و زيادة على ذلك عانى سكان هذا الحي من تسرب المياه الموحلة إلى داخل العمارات. مشاريع بالملايير لإنجاز قنوات صرف المياه أثبتت عدم نجاعتها و تبقى عديد الأحياء بمدينة قسنطينة عرضة لمياه الأمطار رغم صرف عشرات المليارات على التهيئة الحضرية و تجديد قنوات الصرف الصحي، التي أثبتت عدم جدية هذه المشاريع أو افتقارها للدراسة الكافية، حيث تعرف عديد الأحياء الجديدة تسربات لمياه الأمطار إلى المنازل، فضلا عن أحياء سكنية أخرى شهدت في السنوات الأخيرة إعادة تهيئة قنوات التطهير و كذا التهيئة الخارجية، على غرار بلديات الخروب وعين أعبيد وقسنطينة وسط و هو ما تثبته في الكثير من المناسبات شكاوى السكان و كذا التدخلات المتكررة لمصالح الحماية المدنية بهذه الأحياء لنجدة سكانها رغم تساقط كميات معتدلة من مياه الأمطار .و يشتكي سكان عديد الأحياء بولاية قسنطينة، من تحطم شبكات الصرف الصحي و تضررها، فضلا عن المعاناة التي تتكبدها عشرات العائلات أثناء فترات التساقط بفعل تسرب مياه الصرف عبر القنوات المحطمة وعدم التقيد بالشروط و المواصفات القانونية في إنجاز مختلف الشبكات بما فيها بالوعات امتصاص مياه السيول و الأمطار . و تعد هذه الانشغالات من أهم المطالب التي يرفعها سكان الأحياء المتضررة ، ناهيك عن الأحياء القديمة التي تسجل تدهورا في وضعية شبكات التطهير و مشاكل انسداد البالوعات و تحجر المياه عبر الطرقات و بجوار المنازل، التي تطرح بحدة خلال فترات التساقط بالأحياء القديمة ، و سبق لسلطات البلدية أن أكدت على وضع انشغالات سكان هذه الأحياء السكنية، ضمن أولويات البرامج التنموية بالبلدية، حيث أخذت على عاتقها الاستجابة لانشغالات مواطنيها و محاولة القضاء على النقاط السوداء المسجلة عبر إقليم البلدية، من خلال تسجيل عدد من المشاريع التي من شأنها التخفيف من معاناة المواطنين في هذا الجانب، و من ذلك تكليف لجنة تقنية لتشخيص و دراسة وضعية مختلف الشبكات، التي خلصت إلى تحديد أكثر من 20 نقطة سوداء فيما يتعلق بشبكات الصرف الصحي المتضررة و كذا البالوعات عبر مختلف الأحياء و تم على إثر هذه الدراسة تسجيل مشاريع لإعادة تهيئة مختلف الشبكات و رصد غلاف مالي كبير للانطلاق في عديد العمليات.