يبدو أن عصر الاتصال الهاتفي الذكي في الجزائر في طريقه إلى النهاية، حيث علمت جريدة «آخر ساعة» أن سلطة الضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية تتجه بضغط من متعاملي الهاتف النقال «جيزي، أريدو و موبيلبس»، لإصدار قرار بحظر الاتصالات الصوتية بين الهواتف الذكية عبر تقنية فايبر وسكايب وواتساب ^جودي نجيب لكون الاتصالات الهاتفية المجانية التي تعتمد على الإنترنت عبر التطبيقات الثلاثة، لا تحترم القانون وتُلحق خسارة بشركات الاتصالات، و أن هناك تشريعات تنظم القطاع تهدف إلى احترام قواعد المنافسة المشروعة واستمرارية وجودة الخدمة، ويستند متعاملو الهاتف النقال في ضغوطاتهم إلى عدم قانونية بعض التقنيات التي توفر للعملاء خدمة المحادثة الصوتية دون الحصول على رخصة، بالإضافة إلى المخاطر التي تسببها توفر معلومات لدى مؤطري هذه التقنيات خارج الجزائر.وفي الوقت الذي استبعد نفس المصادر تحكم الهاجس الأمني في اتخاذ قرار حجب الخدمات الصوتية ل«سكايب» و«واتساب» و«فايبر»، بقي السبب الرئيسي في رغبة المتعاملين الثلاثة في حرمان الجزائريين من هذه التقنيات يعود بالأساس إلى الخسارة الاقتصادية التي تكبدوها في السنوات الأخيرة بفعل الإقبال الكبير على المحادثات الصوتية عبر سكايب وفايبر وواتساب خصوصا بعد انتعاش سوق الهواتف الذكية وانخفاض أسعارها في الثلاث سنوات الماضية .ويطالب المستخدمون السلطات بحل هذه الإشكالية عبر توفير وسائل اتصال أقل كلفة وذلك قبل حظر برامج الاتصال المجاني، لأن المواطن يبقى رهينا لشركات الاتصال المحلية التي تتحكم بالسوق وبالأسعار، في حين ينعم السكان في دول العالم بخدمات اتصال شبه مجانية من خلال استخدام البرامج الجديدة. فهل تفلح سياسة الحظر تجاه التطور التقني الحاصل في مجال الاتصالات في دولة مثل الجزائر، التي يبلغ فيها عدد المشتركين في الهاتف النقال نحو 40 مليون مشترك، وأصبحوا منفتحين على العالم من نافذة لا قيود ولا سيطرة حكومية مباشرة عليها.