قال نائب الوزير الأول رمطان لعمامرة، أمس إن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وافق على تسليم السلطة إلى رئيس منتخب وأنه سيكون مسموحا للمعارضة لها بالمشاركة في الحكومة التي تشرف على الانتخابات.وقال لعمامرة، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو، إن الحكومة استجابت للمطالب المشروعة للشعب الجزائري. وأضاف لعمامرة «الجزائروروسيا يعملون ضمن ميثاق الأممالمتحدة والعلاقات الدولية وكلا البلدين يقفان ضد التدخل الخارجي في البلاد»، وتابع: «أنجزنا الكثير في مجال الشراكة الإستراتيجية وأمامنا مشاريع كثيرة هامة لتعزير العلاقات بين البلدين». وأكد لعمامرة أن الدولة الجزائرية عرضت على كافة الأطياف الفاعلة في المجتمع الجزائري الدخول في حوار وطني شامل من خلال مؤتمر وطني جامع ومستقل، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر ستتم وفق دستور جديد. وقال: «التمست من الصديق سيرغي أن روسيا أول شريك يتفهم هذا الوضع وتدرك أن ما يحدث في الجزائر هو مسألة عائلية بامتياز، وأن للجزائريين القدرة والإرادة أن يتجاوزوا هذه المحنة وأن يمروا سوية إلى مرحلة لاحقة من تاريخ الأمة الجزائرية». ومن جانبه حذر لافروف من مغبة محاولات زعزعة الاستقرار في الجزائر، مؤكدا رفض موسكو القاطع لأي تدخل خارجي في شؤون الجزائر الداخلية. وقال لافروف في مستهل مباحثاته مع لعمامرة في موسكو: «نتابع تطورات الأحداث في الجزائر باهتمام… ونشهد محاولات لزعزعة الوضع هناك ونعارض بشكل قاطع أي تدخل في ما يجري في الجزائر. الشعب الجزائري هو من يقرر مصيره واستنادا للدستور». من جانبها قالت الحكومة الإيطالية إن رئيس مجلس الوزراء جوزيبي كونتي، التقى أول أمس بمقر الحكومة، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الجديد، رمطان لعمامرة، خلال زيارته لروما، وهي المرحلة الأولى من جولة قصيرة تشهد التزامات في عواصم أخرى. وأضاف بيان الحكومة الإيطالية أن لعمامرة «أحاط (كونتي) عن بدء المرحلة الانتقالية المؤسساتية الحساسة في الجزائر»، وكذلك حول «التزام الرئيس بوتفليقة»، الذي «بعد تنازله عن ولايته الخامسة، دعا إلى عقد مؤتمر وطني عاجل للاتفاق على الإصلاحات الضرورية». وذكر البيان أن رئيس الحكومة «كونتي، استذكر الصداقة القديمة والشراكة الثنائية القوية»، بين البلدين، معربًا عن تقديره «للطريقة السلمية التي تجري بها المظاهرات على الساحة». ودعا إلى الإصغاء إلى مطالب التغيير القادمة من المجتمع المدني، كما أعرب عن أمله بأن تتمكن الجزائر من ضمان عملية ديمقراطية وشاملة في ظل احترام شعبها ولأجل مصلحته. وخلص البيان إلى القول إن جوزيبي كونتي أكد قرب إيطاليا من الجزائر، في هذا التحدي المهم للتنمية المستدامة للبلاد، ولاستقرار منطقة البحر المتوسط وأوروبا نفسها. من جانبها أعربت الصين عن أملها في أن تتمكن الجزائر من تنفيذ الأجندة السياسية التي أعلنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بسلاسة. وقالت المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ، خلال مؤتمر صحفي، إن الصين تابعت التطورات الأخيرة في الجزائر، وما أعلنه الرئيس بوتفليقة بشأن عدم الترشح إلى ولاية رئاسية خامسة ، وعقد حوار وطني شامل للإصلاح السياسي. وأضافت شوانغ أن الجزائر دولة كبيرة ومهمة في قارة إفريقيا والعالم العربي، وموقف الصين ثابت حيال عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأوضحت أن الشعب الجزائري لديه الحكمة والقدرة على تقرير مسار التنمية الخاص ببلاده، وأن الصين تأمل أن تتمكن الجزائرمن تحقيق أجندتها السياسية بسلاسة. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أعلن عدم ترشحه لولاية خامسة، وتأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 أفريل القادم.