تسببت الأمطار الرعدية الأخيرة التي تهاطلت على ولاية باتنة زوال أمس الأول في عديد الخسائر المادية المعتبرة، وذلك عبر عديد البلديات والأحياء، التي تساقطت بها الأمطار لما يفوق الساعة من الزمن، والتي كانت كافية لكشف عيوب مشاريع لم يمضي على انجازها إلا اشهر قليلة، وتعد بلدية الجزار الواقعة جنوبي الولاية من أكثر المناطق تضررا، إذ أدت الأمطار المتهاطلة بها إلى نفوق 20 رأسا من الماشية، جرفتها السيول دون تمكن صاحبها من إنقاذها جراء قوة تساقط الأمطار، كما أدت الأمطار أيضا بذات المنطقة إلى انهيار جسرين حديثي الانجاز، تم تشييدهم خصيصا لمثل هذه الظروف المناخية الصعبة لتمكين مرور الأشخاص والمركبات تجنبا للسيول والأوحال، غير أن الأمطار المتساقطة أدت بانهيار هذين الجسرين في اقرب وقت ودون الاستفادة منهما من طرف السكان، الذين عزلتهم الأمطار، هذا كما أدت أيضا الأمطار إلى تضرر بالغ في جزء من الطريق الوطني رقم 28 الرابط بين ولايتي باتنة والمسيلة، في شقه الرابط بين باتنةوبريكة بإقليم هذه الأخيرة، أين هوت طبقة مادة الزفت المعبد بها الطريق، وأصبح الطريق مقطوعا ويستحيل العبور عليه، إذ بات يشكل خطرا كبيرا على مستعمليه، هذا كما تسببت أيضا الأمطار المتهاطلة على ولاية باتنة في دخول السيول إلى عشرات المنازل ببلدية وادي الشعبة، وكانت أكثر المناطق تضررا بها قرية مديازة، بوكعبن وبوعروس التي جعلت أغراض السكان تغرق في الأوحال والسيول التي دخلت منازلهم دون سابق إنذار، هذا ناهيك عن العرقلة الكبيرة لحركة السير عبر عديد المحاور على غرار الطريق الوطني الرابط بين مروانة و باتنة، الطريق الوطني الرابط بين أريس وثنية العابد، الطريق الرابط بين راس العيون ونقاوس، وعديد الطرق الولائية ومالسالك الفلاحية التي بات استعمالها أمرا مستحيلا وجعلت المواطنين يمكثون في أماكنهم طلية فترة تساقط الأمطار وتشكل السيول إلى غاية توقفها. كما أدت الأمطار الرعدية الطوفانية المتساقطة إلى تضرر البنية التحتية في دوائر مروانة، راس العيون، ثنية العابد، بريكة، الجزار ووادي الشعبة، ففي القطب العمراني حملة تسببت الأمطار في تضرر كبير لطريق أنجز حديثا، كاشفا فضيحة الانجاز غير المساير للمعايير المعمول بها. كما أدى سوء الأحوال الجوية إلى تلف بعض السواقي الفلاحية التي غمرتها الأمطار وتسببت السيول في جرف الاتبة عنها واليها، ما أدى إلى مسح معالمها، وبحكم ولاية باتنة فلاحية بامتياز سيما ما تعلق بالجهة الجبلية منها المعروفة بمنتوج التفاح ومختلف أنواع الأشجار المثمرة، وميل سكانها إلى هذا النوع من النشاط الفلاحي الذي يقومون به على ضفاف الوادي، فقد أدت الأمطار إلى فيضان وادي ثنية العابد الذي جرف معه أشجار التين، الزيتون، الجوز والتفاح، ناهيك عن تساقط حبات البرد التي ساهمت هي الأخرى في خسائر فادحة في الثروة الفلاحية بالمنطقة، بالإضافة إلى تضرر ثمار التفاح بكل من نافلة وحيدوسة بسبب البرد المصاحب للأمطار.هذا وسط تذمر كبير للمواطنين سيما منهم المتضررين من الأحوال الجوية والأمطار الأخيرة التي تهاطلت على ولاية باتنة بسبب الغياب التام للسلطات المعنية التي حسب السكان سيما منهم المتضررون لم تحرك ساكنا واخذ المواطنون في تحمل مخلفات الأمطار بأنفسهم دون أن يقف مسؤول على حجم ما خلفته الأمطار أو تقديم يد العون لهم، وأدت بمصالح الحماية إلى التدخل في عديد المحاور والنقاط بهدف تقديم يد العون والمساعدة للمواطنين العالقين بالطرقات، وإخراج المياه من سكنات المواطنين، ولحسن الحظ فانه لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية تذكر أو حادث مرور خطيرة، عدى بعض الانزلاقات التي لا تدعو للقلق لمركبات جرفتها السيول ولم يتمكن أصحابها من التحكم في مسارها الطبيعي.