رمضان بالسوق اليومية بجيجل "شجاربالأسلحة البيضاء وعنف لا ينتهي" إذا كان الكثير من المواطنين، يستغلون شهر رمضان المبارك لتقوية الإيمان والتخلص الكلي من رواسب السنة الماضية، في مسعى يرمي إلى الارتقاء بالنفس إلى المستوى الروحي المطلوب، فإن بعض الآخر تكثر لديه السلوكات الطائشة والتصرفات غير الأخلاقية التي تؤكد بأن الإحتماء وراء الصيام وتأثيراته تبقى مبررا واهيا الصورة المذكورة تتجسد كل مساء بالسوق اليومية لمدينة جيجل والتي تقع وسط المدينة وفيها يباع كل شيء، سواء تعلق الأمر بالنوعية الجيدة وبتلك الخردة ذات النوعية الرديئة وتختلف الأسعار من منتوج لآخر، ومن نوعية لأخرى ومع ذلك فإن السوق اليومية بعاصمة الولاية والتي تباع فيها كل المواد من لحوم، خضر ، سمك وفواكه وغيرها من المواد ذات الاستهلاك الواسع، تعرف إقبالا منقطع النظير منذ بداية شهر رمضان الكريم، وكالعادة وعلى غرار السنوات الماضية يتحول هذا الفضاء إلى مجحة للجماهير الغفيرة التي تقوم بعد منتصف النهار بالطواف اليومي في غدو ورواح يشبه الطواف بين الصفاء والمروة، كل واحد ورغم الازدحام والاكتظاظ وصعوبة المرور يطوف من طاولة إلى أخرى ومن محل إلى آخر ومن زاوية إلى زاوية مقابلة من أجل اقتناء ما لذ وطاب بالنسبة للأقلية في حين البقية يفضلون هذه الطريقة من أجل قتل الوقت بالعبارة الشهيرة، وتزداد حدة الازدحام قبل ساعات فقط من الإفطار ليمتد إلى السوق اليومية المسيرة بطريقة غير شرعية بمحاذاة مسجد الشيخ محمد الطاهر الساحلي، أو المسجد الكبير والتي تختص في بيع الهواتف النقالة والأحذية والألبسة المستوردة ومع كثرة الازدحام والتصادم تتحول في كل أمسية هذه السوق إلى حلبة للشجار والعنف الذي لا ينتهي، حيث يبدأ العنف اللفظي الممزوج بالكلمات البديئة والسب والشتم قبل أن تتصاعد أو بالأحرى أن تحترق الأعصاب ويتطور المشهد إلى حرب ضروس باستعمال الأسلحة البيضاء من خناجير وقضبان حديدية وأشياء أخرى وهي الظاهرة التي تتكرر في كل أيام رمضان تقريبا على اعتبار أن الكثيرين من الباعة وروّاد هذه السيوف قبل ساعتين عن موعد الإفطار هم من المدمنين على المخدرات والأقراص المهلوسة مسببة بذلك فوضى عارمة داخل هذه السوق كالذي حدث في اليوم الأول من هذا الشهر الكريم، حيث تعرض شاب من حي موسى إلى طعن رهيب بالخنجر على مستوى البطن.ومع التأكيد على المجهودات المبذولة للتقليل من مخاطر ما يحدث بالسوق المذكورة إلا أن ذلك لا يمكن من القضاء على هذه الآفات التي تعود بعودة شهر الصيام وتزداد خطورة لأنها لا تكاد تبارح هذا الفضاء التجاري على مدار أيام السنة.