يعود تلاميذ الطور الابتدائي غدا الى مقاعد الدراسة بعد توقف دام قرابة الثمانية أشهر بسبب جائحة "كورونا" التي اجتاحت الجزائر منذ شهر مارس الماضي.وحددت وزارة التربية مخططا خاص بالدخول المدرسي قامت على اثره بتقسيمه الى مرحلتين الأول تنطلق اليوم بعودة تلاميذ المدارس الابتدائية الى أجواء الدراسة والثانية ستنطلق يوم 4 نوفمبر المقبل باستئناف الدراسة في الطورين المتوسط والثانوي.ويأتي الدخول المدرسي هذا العام في ظروف استثنائية جعلت التلاميذ وأولياءهم متخوفين من العودة الى مقاعد الدراسة في ظل الارتفاع المتواصل لعدد الإصابات بالفيروس التاجي المستجد الذي تعرفه الجزائر خلال الأيام القليلة الماضية.وهو ما جعل نقابات التربية وجمعيات أولياء التلاميذ تدعوا الى تأجيلها ومنهم رئيس منظمة أولياء التلاميذ علي بن زينة الذي طالب بضرورة تأجيل الدخول المدرسي إلى غاية تجهيز المؤسسات التربوية بضروريات البروتوكول الصحي،معتبرا أن معظمها لا تحوز إمكانيات الحماية الصحية.وقال بن زينة في تصريحات صحفية أدلى بها أمس، إن معظم المدارس على المستوى الوطني تحولت لورشات أشغال ولا يمكنها توفير شروط البروتوكول الصحي.مستشهدا بمدرسة زغاي البشير بولاية مستغانم،ومدرسة الشهيد عبود بالعجايبية بالبويرة وابتدائية بلحاج الطيب بولاية برج بوعريريج و بالعاصمة شرق مدرسة مالك بن نبي، حيث تبقى رهينة الأشغال وبعضها حتى دون دورات مياه.وأكد رئيس منظمة أولياء التلاميذ على ضرورة تدارك السلطات للنقائص المسجلة على مستوى مختلف المؤسسات التربوية،خاصة التي تعيق الالتزام بالبروتوكول الصحي على غرار انقطاع المياه.كما طالب المتحدث في بث مباشر له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" بإلغاء الإطعام المدرسي للسنة الدراسية 2020-2021 لغاية انحسار وباء "كورونا" المستجد،نظرا لحالة الفوضى التي تسود معظم المطاعم، خاصة بالنسبة للطور الابتدائي ناهيك عن ضرورة نزع الكمامات من أجل تناول الطعام وهو ما يضاعف خطر العدوى في حالة تسجيل إصابة بالفيروس التاجي.وردت الوزارة الوصية على مطلب بعض النقابات وجمعية أولياء التلاميذ بالتمسك بموعد الدخول المدرسي المقرر اليوم بالنسبة الطور الابتدائي ,حيث حددت بالتنسيق مع وزارة الصحة الدرس الافتتاحي لليوم الأول من الدخول المدرسي المُقرر اليوم 21 أكتوبر،والذي سيكون موضوعه حول وباء "كوفيد-19" والقواعد الواجب اتباعها لمكافحة انتشاره.وأوضحت تعليمة وقعها الأمين العام للوزارة موجهة لمستخدمي سلك التربية أن "الدرس الافتتاحي سيقدم لتلاميذ مرحلة التعليم الابتدائي خلال الأسبوع الأول من الدخول المدرسي،على ألا يتجاوز الدرس حصة واحدة تقدر ب45 دقيقة لكل فوج فرعي،مشيرة إلى أنه ولذات الغرض "تم إعداد بطاقات بيداغوجية حول الموضوع يستأنس بها الأستاذ في تحضير حصته،على أن يقوم بتكييفها حسب المستوى الإدراكي والعقلي للتلاميذ،وحسب الأنشطة التي يقترحها".ولتحقيق الأهداف المنتظرة من هذا الدرس الافتتاحي،وليكون له أثر لدى التلاميذ في شكل معارف وسلوكيات ومواقف إيجابية،ينبغي أن تتواصل الأنشطة المتعلقة به،صفية كانت أو لا صفية،باستغلال التدابير والإجراءات التي يتضمنها البروتوكول الوقائي الصحي الخاص بالدخول المدرسي.كما شدد الأمين العام لوزارة التربية على ضرورة التوزيع الشامل لهذا المنشور على كل المدارس الابتدائية،وإعطاء التعليمات والتوجيهات التربوية إلى مديري المؤسسات للسهر على تقديم هذا الدرس الافتتاحي لكل التلاميذ والعمل على تحقيق الأهداف التربوية المنتظرة منه في ظل المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد في ظل الانتشار المتواصل لفيروس "كورونا" المستجد.وشدد مجلس الوزراء،في وقت سابق على ضرورة مراعاة توفير النقل المدرسي للتلاميذ وفتح المطاعم المدرسية واستشارة الشركاء الاجتماعيين وجمعيات أولياء التلاميذ.وصرح وزير التربية الوطنية، محمد واجعوط، أمس الأول،أنه سيتم التكفل بالتلاميذ من قبل مختصين نفسانيين ومرشدين مدرسيين،داعيا الطاقم التربوي،إلى عدم التعامل بالتهويل في حال وجود إصابات في صفوف التلاميذ.