زعرور سارة أبدى العديد من قاصدي الأسواق اليومية بعنابة شديد استيائهم إزاء الوضعية المزرية التي آلت عليها الأسواق في الآونة الأخيرة. وخلال جولتنا بين إرجاء سوق الحطاب اصطدمنا بواقع أليم إذ بمجرد أن تطأ قدماك السوق تلاحظ تلوث الأرضية وانتشار برك المياه الملوثة و كذا الفوضى العارمة وسوء التنظيم ناهيك عن ناحية بيع اللحوم بأنواعها تلك الضفة التي تتميز بانتشار الروائح الكريهة و بقايا اللحوم أو فتاتها تجدها مرمية أرضا وكذا سيول المياه القذرة أما طريقة عرض اللحوم فحدث و لا حرج معلقة في الأعلى ، معرضة لاستقطاب مختلف أنواع البكتيريا و الجراثيم ، يحدث هذا في ظل غياب المراقبة و القوانين . وفي الحديث عن انتشار التجار غير الشرعيين فقد احتلوا الممر من بدايته إلى نهايته تجدهم يعرضون سلعهم بطريقة لا تمت للنظافة و السلامة الصحية بصلة ففوق طاولة صغيرة تجد مختلف أنواع الأجبان التي يفترض أن تحفظ تحت درجة حرارة معينة على عكس ما يقوم به هؤلاء فهم يحتفظون بها تحت درجة حرارة الجو سواء كانت باردة أو حارة و بمجرد خروجك منه تواجهك أكوام النفايات المتراكمة من خضر وفواكه و لحوم فاسدة، و في السياق ذاته جبنا أرجاء السوق المغطى الكائن بشارع ابن خلدون الذي يعرف تلوثا من الأسفل إلى الأعلى نظرا لانتشار تجار الأسماك الذين يعرضون هذه المادة السريعة التلف بطريقة غير لائقة و لا علاقة لها بالصحة ما يجلب كل أنواع الحشرات و الجراثيم أما إذا صعدت إلى فوق و دخلت السوق ففي الوهلة الأولى يتبين لك أنه آخر طراز في التنظيم و النظافة ، و لإكتشاف حقيقة الأمر ما عليك سوى القيام بحولة صغيرة و سريعة بين أرجائه لتستنشق أكره العطور نظرا للرمي العشوائي للخضر و الفواكه الفاسدة و فيما يتعلق باللحوم البيضاء منها و الحمراء فتعرض بطريقة غير صحية ما ينعكس سلبا على سلامة مستهلكيها و عادة ما يتسبب لهم في تسممات غذائية. وفي حديث لآخر ساعة مع بعض الزبائن أبدوا عن قلقهم و سخطهم الشديدين إزاء الوضعية المزرية التي باتت تميز الأسواق مؤخرا محملين السلطات المسؤولة كامل المسؤولية ليبقى دورهم محتشما ما يعطي الفرصة للتجار بتماديهم في إهمالهم و لا مبالاتهم لسلامة و صحة المواطن العنابي لتبقى وعود مسؤولي البلدية منذ سنوات مجرد حبر على ورق سرعان ما تذهب أدراج الرياح