نوّه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، في حديث خاص لCNN بالعربية من كيب تاون بجنوب أفريقيا، بالمردود الجيّد الذي كشف عنه المنتخب الجزائري لكرة القدم أمام أحد عمالقة الكرة والمرشح الأول لنيل لقب البطولة، المنتخب الإنجليزي. وقال روراوة إن سعدان نجح بخطته التكتيكية في توقيف "أرمادة" نجوم المنتخب الإنجليزي، وعرف كيف يبطل قوتهم، وينسي العرب الخسارة التي مني بها الخضر أمام سلوفينيا في المباراة الأولى. وحمد محمد روراوة الله على التعادل الذي فرضته التشكيلة الوطنية على الإنجليز بقوله:"لم تكن مباراتنا أمام إنجلترا سهلة مثلما توقعه الجميع، لأننا خسرنا مباراتنا الأولى أمام سلوفينيا والناس شككت في قوة منتخبنا، لكن بفضل الله وإصرار لاعبينا والخطة المحكمة التي رسمها سعدان حضر الأداء والتنافس الرياضي، وأيضا شجاعة اللاعبين وروح المحارب التي عودونا بها في المواعيد الكبرى". وقال روراوة لCNN بالعربية:"حتى وإن كنا نرى أن الفوز ضاع منا لأننا سيطرنا بالطول والعرض على المباراة وخلقنا فرص عديدة للتهديف، إلا أننا لا نحط من قيمة الإنجليز، الذين يعترف لهم كل رياضي في العالم أنهم منتخب قوي وكبير، ويكفيه شرفا أنه مرشح بقوة لنيل لقب الدورة، ولكن الشيء الذي قد يكون البعض أغفله هو أن الجزائريين دائما في وقت الشدة يؤكدون على أنهم حاضرون، وعلى قدر المسؤولية والثقة التي يضعونها فيهم، وهذا ما أكدت عليه التشكيلة الوطنية أمام الإنجليز". وأضاف رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أن مهمة الخضر في رفع التحدي ستتواصل، وستكون المحطة القادمة أمام المنتخب الأمريكي فاصلة ومهمة جدا، لتحقيق الهدف الأسمى الذي تنقل من أجله المنتخب الجزائري إلى جنوب أفريقيا، وهو بلوغ الدور 16. وقال:"ندرك جيدا أن مباراتنا الأخيرة أمام الولاياتالمتحدة ستكون مصيرية وقوية، ليس لنا فقط، بل حتى لأمريكا، لكن أنا على ثقة كبيرة في عناصرنا في اللقاء القادم، لأنهم حاليا في طريق تصاعدي للوصول إلى أحسن مستوى بعد اللقاء الأول، وما كشفوا عنه في المباراة الثانية، وهذا ما يجعل اللاعبين يتحفزون معنويا ويشتغلون أكثر، بل سيبذلون قصارى جهدهم أمام أمريكا لتحقيق التأهل".أما عن سبب اختلاف أداء التشكيلة مقارنة بالمباراة الأولى أمام سلوفينيا، قال روراوة: "أعتقد أن اللاعبين شعروا بمسؤولية كبيرة عقب الخسارة الأولى أمام سلوفينيا، وهذا ما جعلهم ينتفضون ويقدموا أداء أحسن ومقنع أمام عملاق كرة القدم".وتابع يقول: "لقد تحدثت مع اللاعبين قبل المباراة أمام الإنجليز، وقلت لهم بالحرف الواحد: متّعونا بمشاهدة كرة قدم نظيفة وتقنع كل من يشاهدنا في المونديال، حتى ولو نخسر وننهزم فلا يهم إذا ما كان بأداء جيد ومقنع وبعدها نخرج بشرف".وذكر روراوة أن أنصار المنتخب الإنجليزي كانوا رياضيين، ولم تظهر تلك العصبية التي تحدثت عنها وسائل الإعلام قبل انطلاق المباراة، والتخوفات التي أبدتها "الفيفا" وتصنيف اللقاء على أنه ناري وساخن، ويتطلب تعزيزات أمنية مشددة. وقال روراوة:"اللقطة الرياضية التي قام بها مشجعو المنتخب الإنجليزي ل"الخضر" عقب نهاية المباراة، بتصفيقهم للاعبينا، تعكس درجة الوعي الكبير للجمهور الإنجليزي، وهو شرف كبير لنا لننال اعترافهم على أدائنا الجيد في المباراة". وعن الفرحة الكبيرة التي اجتاحت البلدان العربية نتيجة الأداء الجيد الذي كشف عنه الخضر في المونديال، قال روراوة: "كل ما وصلنا إلى تقديمه أمام إنجلترا فقد كان بفضل الله، وبفضل دعاء الملايين من العرب لمنتخبنا، الذي يمثل الأمة العربية في المونديال، وهذا ما يجعلني أقول وأؤكد لم نخسر لحد الآن أي شيء".وأضاف:"ولكن تبقى مسؤوليتنا كبيرة وثقيلة في تمثيل الأمة العربية.. سنبحث عن الفوز في المباراة الأخيرة مهما كان الحال، لأن المجموعة صارت حاليا متكافئة في الحسابات والنقاط، والحظوظ أيضا للفرق الأربعة، وأتمنى أن تحضر الفعالية في اللقاء الأخير".تجدر الإشارة أن مباراة الجزائرالولاياتالمتحدةالأمريكية ستجرى ب"بريتوريا" يوم الأربعاء 23 يونيو/حزيران الجاري، ويكفي ممثل العرب الوحيد الفوز بهدفين على أمريكا، ولا ينتظر نتيجة المباراة الثانية، التي ستجمع إنجلترا بسلوفينيا في نفس التوقيت ب"كيب تاون".كما يكفي الجزائر الفوز بهدف واحد إذا ما نجحت إنجلترا في التغلب على سلوفينيا بأكثر من هدفين، ونفس الشيء مع سلوفينيا في حال تغلبها على إنجلترا أو تعادلها معها، وبهذا فالجزائر مطالبة في كل الحالات بالفوز بهدفين، أما السيناريو الذي يخشاه العرب والجزائريون بوجه خاص هو التعادل أو الخسارة أمام أمريكا، وهو ما يعني توديع محاربي الصحراء المونديال من الدور الأول.