واصل صبيحة أمس، سكان حي بن عربية الصادق ببلدية بوعاتي محمود بولاية قالمة، احتجاجهم لليوم الثالث على التوالي، بعدما أقدموا ليلة الخميس على غلق الطريق الوطني رقم 80 الرابط بين قالمة وسكيكدة مرورا بوسط البلدية باستعمال الحجارة والمتاريس وإضرام النيران في إطارات العجلات المطاطية، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي في تلك الليلة لساعات طويلة استمر معها غضب السكان إلى ما بعد الساعة الثانية من فجر يوم الجمعة الذي عرف أيضا حركة احتجاجية واسعة للمواطنين الذين اضطروا للنزول مرة اخرى إلى وسط الطريق للاحتجاج بعد أن تبين أن الأشغال التي قام بها اعوان التدخل لإصلاح العطب على مستوى المحوٌل الكهربائي للحي، هي مجرد عملية بريكولاج فقط، حيث عاد التيار للإنقطاع مرٌة اخرى، واستمرت الحركة الإحتجاجية أول أمس إلى غاية ساعة متأخرة من المساء، بعد أن طالب السكان بضرورة حضور أحد مسؤولي شركة سونلغاز للتفاوض معه بشأن هذه المشكلة، التي اعتبروها أساسية بالنسبة إليهم، ولم يفلح أحد مسؤولي سونلغاز في إقناع المواطنين المحتجين من سكان حي بن عربية إلاٌ بعد جهد كير ووقت طويل، ووعد بإيجاد حل نهائي لمشكلة الكهرباء بهذا الحي، من خلال إنجاز محوٌل كهربائي جديد من شأنه تخليص المواطنين من هاجس الإنقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي، خاصة وأن المحوٌل القديم لم يعد يكفي كل احتياجات السكان، كما تم أيضا قطع التمويل المؤقت بالكهرباء عن شبكة الإنارة العمومية المنجزة مؤخرا، لتفادي تعرض شبكة التوزيع إلى الأعطاب المختلفة بسبب الضغط الحاصل وكذا ارتفاع حجم الطلب على الكهرباء هذه الأيام بسبب الإستعمال المفرط للمكيفات الهوائية وأجهزة التبريد المختلفة نتيجة موجة الحرٌ التي تجتاح إقليم الولاية هذه الأيام المتزامنة مع شهر رمضان المعظٌم. المحتجون الذين اعتصموا نهار أمس أمام مقر البلدية منعوا العمال والموظفين من الالتحاق بمناصب عملهم قبل أن يخرجوا إلى الطريق أين قاموا بإغلاقه باستعمال الحجارة والمتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية أمام حركة المرور التي ظلٌت عالقة على مدار ساعات شمس الظهيرة الحارقة، وإلى حد كتابة هذه الأسطر لازالت حالة الإحتقان سائدة في أوساط المحتجين، في الوقت الذي قام فيه رئيس المجلس الشعبي البلدي برفع شكوى رسمية ضد المحتجين والمحرضين على غلق الطريق امام حركة المرور، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات التي باشرتها قوات الدرك الوطني لتوقيف المتورطين في هذه الأحداث.