يعيش سكان بلدية بوسيف أولاد عسكر أزمة نقل غير مسبوقة وهي الأزمة التي تتفاقم أكثر في ساعات الصباح الأولى وكذا في نهاية الدوام اليومي من خلال ارتفاع عدد المقبلين على وسائل النقل القليلة التي تربط هذه البلدية النائية بمختلف حواضر الولاية (18) بكل مايحمله هذا الإقبال من أهوال للعمال والتلاميذ الذي ضاقوا ذرعا بهذه الوضعية الآخذة في التدهور من يوم الى آخر . وقد استغل العشرات من أصحاب سيارات “الفرود” التي تغطي معظم الخطوط التي تربط بلدية أولاد عسكر ببلديات الولاية الأخرى وفي مقدمتها بلديات برج الطهر ، الطاهير ، الشقفة وكذا عاصمة الولاية لمضاعفة تسعيرة النقل التي تجاوزت في بعض الخطوط ال”400” دينار للفرد الواحد خلال النهار ليقفز هذا الرقم الى (600) دينار أو أكثر مساء أو مع حلول الظلام سيما وأن أغلب هؤلاء السماسرة يعمدون الى الزام زبائنهم بدفع ثمن المقاعد الأربعة للسيارة ذهابا وايابا خاصة في ساعات الصباح الأولى وكذا في آخر ساعات النهار مستغلين غياب وسائل النقل الجماعية الأخرى أو بالأحرى الحافلات الغائبة عن طرقات أولاد عسكر منذ أكثر من عشرية . ورغم التسهيلات التي أعلنت عنها سلطات بلدية أولاد عسكر وتعهد هذه الأخيرة بتسهيل مهمة من يرغبون في الإستثمار في مجال النقل بها من خلال تسهيل عملية حصولهم على تراخيص العمل الا أن كل هذا لم يشجع الناقلين على العودة الى طرقات هذه البلديات بسبب صعوبة تضاريس الطرقات المؤدية اليها ووجود أغلبها في حالة يرثى لها مما سيحكم على استثماراتهم بالفشل المسبق لتتواصل بذلك معاناة سكان أولاد عسكر مع مشكل النقل وخاصة التلاميذ والعمال الذين يدفعون أكثر من غيرهم ثمن هذه الأزمة التي مافتئت تكبر وتتشعب مع مرور الأيام .