توفى صباح أمس، المجاهد أحمد محساس بالمستشفى العسكري بعين النعجة بالجزائر العاصمة عن عمر ناهز 90 سنة إثر مرض عضال ويعتبر أحمد محساس قامة من قامات الثورة التحريرية، واحد قائديها الذين دفعوا النفس و النفيس من اجل الجزائر مستقلة، وقد التحق الفقيد الذي ولد يوم 23 نوفمبر 1923 بمدينة بودواو ببومرداس, مبكرا بالحركة الوطنية. كما تقلد بعد الاستقلال عدة مناصب في هرم الدولة. و كان المجاهد احمد محساس الذي توفي عن عمر يناهز ال90 سنة يعرف بانه مفكر ملتزم و احد رموز الثورة الجزائرية. واذ يعد مناضلا من الرعيل الاول كان الفقيد يتحلى بروح وطنية كبيرة منذ سن 16 سنة حينما انضم لحزب الشعب الجزائري سنة 1940. وقد تم توقيفه في المرة الأولى سنة 1941 لنشاطه في صفوف حزب الشعب الجزائري بحي بلكور بالجزائر العاصمة. و كان المناضل قائد ولاية بقسنطينة و عضوا بلجنة التنظيم لحزب الشعب الجزائري قبل أن يتم انتدابه بالمنظمة شبه العسكرية (المنظمة السرية) عند تفكيك هذه المنظمة من قبل الشرطة الفرنسية. كما كان أحمد محساس وراء إنشاء النواة الأولى لجبهة التحرير الوطني بفرنسا سنة 1953 ليتم تعيينه فيما بعد مندوبا سياسيا و عسكريا لمنطقة الشرق الجزائري و عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية. و عارض الفقيد نتائج مؤتمر الصومام. وتم توقيفه في تونس قبل أن يلجأ إلى ألمانيا حيث بقي هناك إلى غاية 1962. و بعد الإستقلال شغل عدة مناصب سامية منها مدير صندوق الحيازة على الملكية و الإستغلال الريفي و مدير الديوان الوطني للإصلاح الزراعي ثم وزيرا للفلاحة و الإصلاح الزراعي. و في 20 سبتمبر 1964 تم انتخابه نائبا للجزائر العاصمة ثم عضوا في المكتب السياسي و اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني و عضوا في مجلس الثورة. و في 1966 لجأ إلى فرنسا ليعود إلى أرض الوطن سنة 1981. و في 1981 تولى منصب مستشارا بالشركة الوطنية للنشر و التوزيع حيث أنشأ اتحاد القوى الديمقراطية في إطار تكريس التعددية الحزبية سنة 1989. و للتذكير ترك المجاهد الراحل أحمد محساس عدة مؤلفات منها «التسيير الذاتي في الجزائر« و «الجزائر : الديمقراطية و الثورة« و «الحركة الثورية في الجزائر«. و في جانفي الفارط عين الفقيد ضمن الثلث الرئاسي بمجلس الأمة. وقد بعث رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة برقية تعازي إلى عائلة الفقيد أحمد محساس أكد فيها أن الجزائر فقدت بوفاته «رمزا من رموز النضال الوطني«. و كتب رئيس المجلس الشعبي الوطني في برقيته «تلقيت بحزن بالغ و أسى عميق نبأ انتقال المجاهد أحمد محساس إلى جوار المولى عز وجل« مؤكدا أن الجزائر فقدت بوفاته «رمزا من رموز النضال الوطني و أحد المساهمين بتفان و إخلاص في الإعداد لثورة غرة نوفمبر المظفرة«. و ذكر ولد خليفة بأن المرحوم كان «طوال مساره وفيا للمبادئ محبا لوطنه ملتزما بمنهج الوفاء لتضحيات الشهداد الأبرار«. و كان المجاهد أحمد محساس قد توفي صباح أمس بالمستشفى العسكري بعين النعجة عن عمر ناهز 90 سنة إثر مرض عضال و سيوارى التراب اليوم بمقبرة العالية بعد صلاة الظهر.