عاش حي تاسيفت ببلدية الطاهير (ولاية جيجل) ليلة أمس الأول وبالتحديد بعد آذان الإفطار أجواء كبيرة من التوتر وذلك بعد اقدام عشرات المحتجين على قطع عدد من الطرقات التي تربط أطراف هذا الحي واشعال النار في صناديق القمامة المكدسة في مختلف زوايا هذا الحي ولعل اللافت في هذه الحركة الإحتجاجية هو أن كون مفجرها لم يكن وكما جرت عليه العادة رجل غاضب أو مجموعة من الشبان بل امرأة في حوالي العقد الرابع من العمر حيث أقدمت هذه الأخيرة مباشرة بعد آذان الإفطار على الخروج الى الطريق المحاذي لبيتها العائلي قبل أن تشرع في تفريق محتويات صناديق القمامة التي وجدتها أمامها بدعوى الروائح الكريهة التي تتسرب الى منزلها من محتويات هذه الصناديق وهو التصرف الذي حرك مشاعر العشرات من سكان هذا الحي وخاصة الشبان الذين سرعان ما التحقوا بهذه المرأة الغاضبة من خلال نزولهم الى عرض الشارع وشروعهم في تفريغ محتويات صناديق القمامة واضرام النار فيها قبل اغلاقهم لبعض المحاور الطرقية التي تخترق الحي المذكور وذلك وسط فوضى وصيحات كبيرة استدعت تدخل رجال الشرطة الذين طوقوا موقع الإحتجاجات في محاولة لإحتواء الوضع والحيلولة دون تطوره الى الاسوأ سيما في ظل حالة الهيجان التي كان عليها المحتجون الذين طالبوا بالإسراع في تخليصهم من صناديق «الزبالة» التي حولت حياتهم الى جحيم وتنقية حيهم من أكوام القمامة التي باتت روائحها تزكم الأنوف وتمنع العشرات من السكان من فتح نوافذ بيوتهم من أجل تلقف نسمة هواء منعشة بفعل هذه الروائح النتنة . هذا وقد أعادت هذه الإحتجاجات الى الذاكرة الجماعية لسكان مدينة الطاهير أجواء الإحتقان التي تعرفها منطقة الدمينة بذات المدينة بسبب اعتراض السكان لطريق شاحنات القمامة حيث تشهد هذه المنطقة بشكل شبه يومي أجواء كر وفر بين سكان المنطقة المذكورة وأصحاب الشاحنات الذين تعرض الكثير منهم للضرب والإيذاء من قبل بعض الشبان الملثمين الذين لازالوا يعترضون على تفريغ القمامة بالقرب من منازلهم في الوقت الذي لازالت فيه بلدية الطاهير عاجزة عن ايجاد حل نهائي لهذا المشكل الذي عمر شهورا وشهور .