اشارت السلطات الفرنسية أن الصخب الكلامي الذي تواتر عما أسماه الفرنسيين”دعابة” الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن الجزائر قد انتهى وأغلق بشكل كامل وتأتي تصريحات المسؤولة الفرنسية بعد أن أوضح بيان للرئاسة الفرنسية اول امس ان الرئيس الفرنسي “يعرب عن اسفه العميق لتأويل تصريحاته وهو سيتباحث بشانها مباشرة مع الرئيس بوتفليقة، وتلا ذلك تصريح وزير الخارجية رمطان لعمامرة عما وصفه “الارتياح إزاء تصريح هولند. أوضحت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية “نجاة فالو بلقاسم”، إن “الموضوع المتعلق بالمزحة التي قام بها الرئيس فرانسوا هولند قد تم غلقه وأعتقد أن كل شيء قد قيل حقا”، في تعليقها على ما صاحب من استهجان جزائري إزاء تصريحات الرئيس الفرنسي بخصوص الوضع الأمني في الجزائر أمام اجتماع مجلس “الكريف” اليهودي الاثنين الماضي. لكن الصخب الاعلامي حول تصريحات هولند لم يتوقف عند هذا الحد، بعد ان نقلت وكالة الانباء الجزائرية ما يفيد بان “رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تلقي يوم الاثنين مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند”. ولم يشر المصدر الى فحوى الاتصال الهاتفي الذي ياتي بعيد حادث دبلوماسي نجم عن مزحة لهولاند بشان امن الجزائر. وشددت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة بلقاسم فالو امس ان ملف هذا الحادث “اغلق” وتاعبت تقول أن هولاند “ازال سوء الفهم” الذي اثارته تصريحاته مشيرة الى ان “ما يطرح مشكلة في المطلق هو اخراج تصريحات عن سياقها لتوظيفها”. وتأتي تصريحات الناطقة باسم الحكومة الفرنسية محاولة من الإيليزيه لتهدئة الأوضاع المشحونة سياسيا وإعلاميا بين الجزائروفرنسا ، فيما كان الرئيس الفرنسي قد أعرب عن “أسفه العميق” لتأويل تصريحاته الذي أدى إلى سوء التفاهم بين البلدين، وهو ما اعتبرته الجزائر بمثابة اعتذار وأبدت ارتياحها حياله، بينما لم يرق “اسف” هولند” الى اشباع رغبة الجزائريين خاصة وسائل الاعلام التي قالت ان هناك فرق بين الاسف وبين الاعتذار. واثار هولند غضب الفرنسيين انفسهم، نظرا لمخاوفهم من تضرر مصالح الإقتصادية في الجزائر، وخشيتهم تراجع مؤسساتهم كما حصل عام 2007 الى 2009 لما شل ميناء مارسيليا بعد التدابير الاحترازية التي ادرجتها الجزائر في قانون المالية 2009 ، زمن احمد اويحي الذي اقر القاعدة الاقتصادية 49/51 بالمائة ، وفرض على الشركات الاجنبية ادخال شركاء جزائريين في رساميلها. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يتحدث أمام المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، عندما صرح بلهجة مازحة أن وزير داخليته مانويل فالس عاد من الجزائر سالمًا، مضيفًا: “هذا في حد ذاته كثير”، وهي التصريحات التي اعتبرتها الجزائر مسيئة من شانها إعطاء صورة غير لائقة عن الوضع في الجزائر.