أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الافتتاحية التي كتبها لمجلة »الجيش«، ضرورة جعل قضايا الدفاع والأمن أولوية وطنية، في ظل التطورات والتحولات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن حرصه على الاعتناء بتطوير القوات المسلحة وتحديثها نابع عن هذه الأهمية حماية للسيادة الوطنية وسلامة الإقليم، ليؤكد أن »المصالحة الوطنية تبقى الصخرة التي ستتحطم عليها كافة الأطماع الرامية إلى المساس بسيادة الوطن ووحدته«. افتتح رئيس الجمهورية مجلة »الجيش« في عددها الخاص بشهر جويلية، برسالة شكر وعرفان للجيش الوطني، حيث عرّج إلى الدور التاريخي الذي لعبه إبان ثورة التحرير وصولا إلى الجهود الباسلة التي يبذلها أفراده للحفاظ على السلم. وجاء في افتتاحية الرئيس »إن الجزائر صمدت في وجه البغاة بفضل الجيش الوطني الشعبي وما كان لهذا الجيش الباسل أن يضطلع لذلكم الدور التاريخي ..لولا إخلاصكم وحبكم لوطنكم وبالغ تحليكم بروح المسؤولية«. ونوّه رئيس الجمهورية بضرورة العمل على تطوير الجيش، بالنظر إلى الأهمية التي يمثلها فيما يتعلق بالحفاظ على الاستقلال، حيث جاء في كلمة الرئيس »إنه وفي ظل التطورات والتحولات الإقليمية والدولية الجارية وما تفرزه من تهديدات ومخاطر وتحديات متعددة الأشكال وعابرة للحدود تملي علينا جعل قضايا الدفاع والأمن في صلب اهتماماتنا«، قبل أن يضيف »ذلكم هو ما أدى بي شخصيا وعلى الدوام إلى الاعتناء بتطوير قواتنا المسلحة وتحديثها والارتقاء بها إلى درجة تمكنها من أداء مهامها الدستورية على الوجه الأوفى«. من جهتها حملت كلمة الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد الملك قنايزية للمجلة التي عنونها ب»الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير المجيد«، رصدا للدور الهام الذي أداه الجيش الوطني إبان الثورة وطوال نصف قرن من الاستقلال، حيث جاء فيها »رغم أن خمسين سنة هي فترة لا تكاد تذكر في حياة أمة، إلا أن المشوار خلالها كان طويلا وشاقا«، وعرج إلى ما أسماه »معركة البناء الوطني« التي قال إن »الجيش الوطني كان قاطرة البناء والتنمية من خلال مشاركته وبشكل فعال في تحقيق العديد من البرامج التنموية كإقامة السد الأخضر وشق طريق الوحدة الإفريقية وبناء القرى وتطهير حدودنا من ألغام المستعمر«. وشملت كلمة قنايزية حوصلة لأهم إنجازات الجيش، حيث أشار إلى أن إنجازاته كان لها آثار إيجابية في مختلف المجالات »كان الجيش الوطني الشعبي خلالها عشرات السنين وبفضل الخدمة الوطنية بوتقة فريدة للالتحام والتضامن الوطني وعاملا قويا لتعزيز الروح الوطنية«، وواصل الوزير معرجا إلى جهود الهيئة فيما يتعلق بتطوير كفاءات أفرادها وحرصها على تكوينهم »سعى دوما لتنمية قدراته الدفاعية وتطوير تنظيم هياكله فكان بحق جيش دفاع وبناء«. وقدم الوزير حوصلة لجملة التحولات التي شهدها الجيش الوطني الشعبي خلال 50 سنة من الاستقلال قال فيها »شهد الجيش الوطني الشعبي طيلة نصف قرن تحولات تنظيمية وهيكلية مستمرة مواكبة لتطلعات كل مرحلة وتكيفا مع التحولات التي تعرفها كل جيوش العالم«. وبدوره ضمّن رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح الكلمة التي كتبها بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال والتي اختار لها عنوان »مسيرة الرجال«، رصدا لتطورات الجيش الوطني من مرحلة التنظيم والهيكلة وصولا إلى مرحلة التكوين وتجنيد الشباب، فقد نوّه الفريق بأهمية الذكرى التي قال إنها »تكون محطة متفردة ومتميزة عن مثيلاتها كونها تؤرخ لنصف قرن من عمر الجزائر المستقلة«. وفي الشق المتعلق بالجيش الوطني، الذي قال الفريق إن الفضل الأكبر في استرجاع استقلال الجزائر يعود إليه بالدرجة الأولى »رغم تواضع الإمكانيات البشرية والمادية التي كان يحوزها ورغم الأساليب الدعائية والتضليلية التي استعملها المحتل للنيل من معنويات المجاهدين أدى مهمته النبيلة بكل اقتدار«، وعاد الفريق قايد صالح إلى دور الجيش منذ الاستقلال في بناء الجزائر وحمايتها، مشيرا »بعدما استكمل مرحلة التنظيم والهيكلة ليشرع في مرحلة التكوين بالاستفادة من الطاقة الشابة الموروثة عن جيش التحرير وتطعيمها بعناصر جديدة من خلال تجنيد الشباب الجزائري الواعي بثقل المسؤوليات التي تنتظره لحماية مكتسبات الثورة المجيدة وأمانة الشهداء«. وتحدث الفريق عن مرحلة تكوين الجيش الوطني الشعبي، حين قال »لقد شرعت الجزائر غداة الاستقلال في تكوين جيش عصري ذو كفاءة عالية...فكانت الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة«. وخصصت مجلة »الجيش« عددا خاصة بالذكرى الخمسون للاستقلال، بدأته بالجانب القانوني حين تناولت الجيش الوطني الشعبي من خلال الدستور، وعرجت بعدها إلى الهيكلة والتنظيم منذ اندلاع الثورة وانعقاد مؤتمر الصومام وصولا إلى تطور الهيئة والتحولات التي مرت بها، كما خصصت المجلة حيزا للحديث عن الخدمة الوطنية التي لخصت خلالها مسيرة الهيئة والانجازات التي حققتها في هذا المجال، كما تناولت التجنيد والتكوين.