لا تزال أسعار الخضر والفواكه ومعها أغلب المواد واسعة الاستهلاك تشهد ارتفاعا كبيرا ألهب جيوب المواطنين وبالرغم من أن رمضان في أسبوعه الثالث، إلى أن الأسعار بقيت على حالها ولم تعرف انخفاضا. الأمر الذي لمسناه خلال جولة قادتنا إلى بعض أسواق العاصمة. بالرغم من أن المصالح المسؤولة عن الإنتاج الفلاحي أكدت في تصريحات سابقة لها أنه لا علاقة للإنتاج الزراعي لهذه السنة بارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان، باعتبار أن الإنتاج كان جد متنوع هذه السنة وتميز بالوفرة، إلا أن الخوف بدأ يسري في بيوت المواطنين، خصوصا مع اقتراب عيد الفطر الذي لا يفصلنا عنه سوى أيام قليلة، متوقعين أن ترتفع الأسعار كالعادة، والدليل حسب مواطنة جزائرية كانت متواجدة بسوق» علي ملاح« هو بلوغ بعض أسعار الاستهلاكية الذروة، مع أن العيد لم يحل بعد، فقد وصل سعر الكيلوغرام الواحد على سبيل المثال من الدجاج الذي يلجأ إليه العديد من المواطنين هروبا من أسعار اللحوم الحمراء، إلى أكثر من 380 دينار للكيلوغرام الواحد. تعج أسواق الخضر والفواكه واللحوم بالحركة كعادتها، لكنها ليست بالحدة التي شهدتها في بداية الشهر الكريم فبعد الاستقرار الذي مس أسعار الخضر والفواكه في الأيام القليلة الماضية عادت وارتفعت الأسعار بعد مرور أزيد من أسبوعين من الشهر الفضيل وبالضبط مع اقتراب أيام العيد، فمثلا نجد سعر البطاطا بين 30 و50 دج، الجزر بين 50 و70دج، البصل بين 25 و35 دج، الفلفل بين 60 و80 دج، الطماطم بين 25 و50 دج، السلاطة بين 50 و70 دج، أما اللوبيا الخضراء فلم تنزل من برجها حيث تراوحت بين 100 و150 دج، وكذلك هو الحال بالنسبة للفواكه التي لم تعرف انخفاضا طيلة أيام رمضان ففي سوق »كلوزال« بلغ سعر الفواكه الموسمية على غرار العنب والخوخ 150 دج و200 دج، أما سعر التمور فقد تراوحت حسب النوعية ما بين 250 دج إلى 450 دج/للكلغ فيما قدر سعر البطيخ الأحمر 40 دج والبطيخ الأصفر ما بين 80 و 120 دج للكلغ الواحد. أما اللحوم فحدث ولا حرج، فسوق »الأبيار« أسعار اللحوم البيضاء به تراوحت بين 340 و380 دج، وفسّر أحد تجار وسط العاصمة عدم نزول سعرها يعود إلى كون مربي الدجاج تكبدوا خسائر كبيرة جراء الحرارة المرتفعة وانقطاعات الكهرباء المتكررة، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن ينخفض المنتوج وترتفع الأسعار، أما اللحوم الطازجة فبلغت 1250دج، ولمواجهة هذه الأسعار المرتفعة لجأ العديد من المستهلكين إلى اللحوم المجمدة والديك الرومي، إذ يبلغ سعر لحم البقر المجمد 600 دج للكيلوغرام الواحد أي نصف سعر اللحم الطازج. كما شهدت الأسواق ارتفاعا في بعض السلع الأخرى كالزيوت واللحوم والأجبان، لتصبح موجودة فقط في متناول أصحاب الدخل العالي، أما أصحاب الدخل المحدود، تسقط من قائمتهم العديد من السلع، خصوصا وأن شهر رمضان المبارك وعيد الفطر لهذه السنة تزامن مع الدخول المدرسي، لتكون الضربة قوية على الأسرة الجزائرية، وعليه تحاول العديد من العائلات الاقتصاد في الأكل حتى يتمكنوا من اقتناء ملابس العيد لأطفالهم.