تنطلق اليوم في العاصمة الإيرانيةطهران القمة ال16 لدول حركة عدم الانحياز التي تبحث مختلف القضايا العالمية بمشاركة حوالي 35 رئيس دولة وحكومة ووفود من حوالي مائة دولة، وتأمل إيران الاستفادة من القمة لكسر العزلة الدولية التي يسعى الغرب إلى إحكامها عليها. وستتسلم إيران رسميا رئاسة حركة عدم الانحياز من مصر التي ترأست الحركة على مدار السنوات الثلاث الماضية، وذلك لأول مرة منذ انعقاد القمة الأولى للحركة في بلغراد، بحضور الرئيس المصري محمد مرسي الذي سيكون بذلك أول رئيس مصري يزور طهران منذ قيام الثورة الإسلامية. ورغم الانتقادات الموجهة له من الولاياتالمتحدة وإسرائيل للحيلولة دون ذهابه إلى إيران، وصل إلى طهران أمس، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لحضور وإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين، وذلك في أول زيارة يقوم بها للجمهورية الإسلامية. وعبرت الولاياتالمتحدة وإسرائيل عن تحفظات على هذه الزيارة، واعتبرتا أنها تأتي ضمن حدث دبلوماسي تحاول إيران من ورائه كسر العزلة التي يسعى الغرب لفرضها عليها بسبب برنامجها النووي. وتواصلت أعمال مؤتمر وزراء خارجية دول الحركة الذي بدأ في طهران أمس الأول، حيث يناقش ممثلو الدول ال120 الأعضاء، ومن بينهم 70 وزير خارجية على مشروع البيان الختامي الذي سيصدر عن القمة التي ستجتمع اليوم وغدا في طهران، والتي بمباردة منها، يدين مشروع البيان الختامي للقمة، المؤلف من 200 صفحة، بشدة العقوبات والضغوط الأحادية التي تفرضها الدول الغربية وحلفاؤها على عدد من الدول الأعضاء في الحركة. ودون التطرق إلى حالات معينة، يدين مشروع البيان كل أشكال العقوبات الاقتصادية و"لضغوط السياسية والأعمال العسكرية، خصوصا الهجمات الوقائية التي تهدد كلا من إسرائيل والولاياتالمتحدة بشنها على إيران. كما تشمل مسودة البيان أيضا قضايا مثل محاربة الإمبريالية والعنصرية وتجنب احتلال دول حركة عدم الانحياز والعدوان العسكري عليها، كما تؤكد على الاعتراف بحقوق جميع دول العالم في الحصول على برامج نووية سلمية. وعلى الصعيد الفلسطيني، تدعو المسودة إلى إنشاء دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967، على أن يكون إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل في إشارة لإسرائيل هو الطريق نحو السلام بالمنطقة، كما اقترحت إيران أيضا تشكيل لجنة ثلاثية من حركة عدم الانحياز، مع اثنتين من دول الجوار أيضا، للمساهمة في تسوية الأزمة السورية.