رفضت المعارضة السورية أمس، خطة الرئيس بشار الأسد لتسوية الأزمة ورأت فيها إعلانا لاستمرار الحرب التي يشنها نظامه منذ نحو عامين وقالت إن أي حل يمر عبر تنحيه. وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض وليد البني للجزيرة إن المبادرة التي عرضها الرئيس السوري لا تشمل الثوار على الميدان ولا المعارضة الحقيقية، وطالب المجتمع الدولي بأن يدعم الثوار السوريين بالسلاح للتخلص من النظام. من جهته قال جورج صبرة نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض إن ما عرضه الأسد ليس مبادرة وإنما إعلان استمرار الحرب ضد الشعب السوري وقد رفض مواطنون وثوار سوريون في ريف دمشق ما جاء في خطاب الأسد، وقالوا إنه لم يأت بجديد، بل يكرس سياسة المماطلة التي ينتهجها النظام كي يربح الوقت. كما تشابهت إلى حد كبير ردود الفعل على خطاب الأسد في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر في ريف إدلب، إذ رفض كثيرون المبادرة التي تقدم بها الأسد، وقالوا إنها لم تأت بجديد بالنسبة إليهم، بينما لم يتمكن آخرون من متابعة الخطاب بسبب انقطاع الكهرباء، واضطروا إلى سماعه عبر الأثير. وكان الرئيس السوري عرض في وقت سابق اليوم ما عدّه حلا سياسيا من ثلاث مراحل تتضمن وقف العمليات العسكرية، وعقد مؤتمر وطني للحوار، ووضع دستور جديد للبلاد للخروج من الأزمة المستمرة منذ منتصف مارس ,2011 التي قتل فيها ما لا يقل عن 60 ألف سوري، وفقا لأحدث إحصاء أممي. وجاء عرض الأسد في خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في دار الأوبرا بدمشق, وهو الأول منذ مطلع جوان الماضي وقالت الناشطة السورية ديمة الدمشقي للجزيرة إن كل الطرق المؤدية إلى دمشق أُغلقت قبيل الخطاب كما قُطعت الإنترنت لبضع ساعات. وفي تصريح لرويترز قال جورج صبرة إنه لا قيمة لخطاب الأسد حيث إنه تكرار مملّ لأفكار سابقة. وأضاف أن الرد المناسب هو استمرار المقاومة ضد هذا النظام واستمرار عمليات الجيش السوري الحر حتى »تحرير« الأراضي السورية، مشددا على ضرورة رحيل الأسد قبل تنفيذ أي انتقال سياسي. وفي وقت سابق وصفت المتحدثة باسم الائتلاف الوطني السوري سهير الأتاسي خطاب الأسد بالمناورة. وقالت إن غايته من تلك المبادرة كسب الوقت وإزهاق مزيد من الأرواح، مضيفة أنه ضرب في خطابه كل الأفكار والحلول السياسية. وأشارت إلى الموقف المبدئي للائتلاف الوطني، وهو ضرورة تنحي الأسد، وأن لا يشترك في أي حل سياسي وقال المتحدث الآخر باسم الائتلاف وليد البني إن السوريين لم يقدموا 60 ألف قتيل كي يعيدوا الاستقرار لنظام الأسد. وفي السياق نفسه, قالت جماعة الإخوان المسلمين السورية إن خطاب الرئيس السوري لا يساوي شيئا, ووصفته بمجرم حرب يجب محاكمته. في المقابل اعتبر فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري الأحد أن الحل السياسي في سوريا لا يمكن أن يتحقق بينما تقيم تركيا القواعد وتهرّب المسلّحين إلى سوريا، وتدعم دول عربية الإرهاب. وقال المقداد في مقابلة مع قناة روسيا بعيد زيارته طهران إن ما يهم دمشق في النقاشات الدبلوماسية الجارية هو الموقف الروسي الرافض لأي تدخل خارجي في الأزمة السورية. وكان المقداد التقى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في طهران التي كررت أمس رفضها أي تدخل عسكري في سوريا.