أكد مدير المسرح الجهوي لبجاية عمر فطموش، أول أمس، بقاعة» الأطلس« وفي إطار برنامج »موعد مع الكلمة« الأسبوعي الذي ينظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام وفي إطار برنامج المسرح الوطني للإحتفال بالذكرى ال50 بتأسيس المسرح الوطني الجزائري، أن النهوض بالمسرح الجزائري مرهون ومرتبط بمدى تطور المسارح الجهوية والعروض الجوارية عبر مختلف الهياكل وتأسف مخرج « رجال يا حلالف « على غياب «نقد متخصص» للمسرح في الجزائر معتبرا أن «وجود الأعمال المسرحية الضعيفة لا يعني انعدام الأعمال الجيدة». واعتبر المخرج والمؤلف عمر فطموش في جلسة مسرحية تناولت «حدود الترجمة والإقتباس في المسرح الجزائري» ،أن «الإقتباس الذي يعتمد على التكوين هو الأفضل للمسرح الجزائري وليس الترجمة التي تحرف النص المسرحي وتشوهه» . كما أوضح أن إقامة المسارح الجوارية في المدن والأحياء وداخل المدارس والجامعات سيسمح بجذب الجمهور الذي «مازال عزوفه عن ارتياد المسارح يعتبر إشكالا كبيرا للفن الرابع في الجزائر». وأكد في سياقها أن المرحلة الدموية والإرهاب الذي عاشه الجزائريون في التسعينيات ألقى بضلاله على المسرح بسبب خوف العائلات من إٍرتياد المسارح ومتابعة الأعمال المسرحية وتحريم متابعة الفن بكل أنواعه وهو ما «أثر بقوة» على المسرح في الوقت الحالي «فالطفل آنذاك تربى على اعتبار أن المسرح والفن حرام فكيف به اليوم يأتي إلى المسرح ليشاهد العروض» . وأوضح مدير المسرح الجهوي لبجاية ،أن الفن الرابع مثله مثل السينما يعاني من فقدان تقاليد زيارة المسارح والإستمتاع بالعروض وهي تقاليد كانت سائدة في السبعينيات واختفت في التسعينيات. ونفى فطموش أن تكون اللغة المسرحية مشكلة كبيرة للفن الرابع في الجزائر رابطا ازدياد استعمال العربية الفصحى في الأعمال المسرحية بالمشاركة في المهرجانات العربية ومؤكدا على أن استعمالها «لا يعيق» التواصل مع الجمهور الجزائري وأوضح المسرحي ا أن إشكالية اللغة موجودة في كثير من المسارح العالمية ومنها المسرح الفرنسي الذي «دق ناقوس الخطر تجاه اللغة الفرنسية الأدبية» والذي يعمل حاليا على محاربة «اللغة الفرنسية التي يستعملها المهاجرون المغاربيون وهذا بتشجيع الأعمال المسرحية التي تقتبس من نصوص كبار الكتاب الفرنسيين».