دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في رسالة قرأها نيابة عنه رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، إلى التجديد في كل العلوم والمعارف »لأن بدونها لا يمكن الانعتاق من هيمنة الدّول الغربية« ويكون حسبه بالعقل المستنير »لتفادي التعطيل الذي يؤدي إلى إضعاف الدين وتقهقر الاجتهاد والشؤون العامة«، مؤكّدا أنّ أهميّة الاجتهادات الفكرية تبرز في أسلمة المعرفة وأن »فإن الاقتداء الصحيح لابد أن يكون باستلهام اجتهاد السلف والدخول في حركة تجديد مستمرة من خلال التركيز على متغيرات والتطور في كل المجالات«. كلمة رئيس الجمهورية جاءت خلال انطلاق الطبعة الرابعة عشر للأسبوع الوطني للقرآن الكريم، بدار الإمام بحضور عدّة وزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي إلى جانب أئمة وأساتذة وكذا طلبة العلم، حيث أكّد أنّ التجديد يكمن في »العودة بهذا المجتمع إلى أصوله القرآنية الصحيحة« مشيرا إلى أن دعاة التجديد بدؤوا يتأثّرون بجهات أخرى لا تستند في مرجعياتها النسبية إلى ضوابط قيّمة. في ذات السياق دعا بوتفليقة إلى التجديد في كل العلوم والمعارف لأن »بدونها لا يمكن الانعتاق من هيمنة الدّول الغربية« مشيرا إلى أنّ أهمية الاجتهادات الفكرية تبرز في أسلمة المعرفة منها في مجالات علوم النفس، الاقتصاد، الاجتماع..، مضيفا أن التجديد يعدّ حركة طبيعية للدّول يحدّد حسب فلسفتها في الحياة، بينما »التجديد بالنسبة إلينا هو حسب القرآن والسنّة« وأنّ التجديد كحركة مستمرة تنصب على المتغيرات التي يفرزها التطور الطبيعي للحياة في كل العلوم والمعارف. في ذات الإطار أضاف بن صالح أنّ شعار الملتقى »القرآن الكريم دعوة إلى الإبداع والاجتهاد« حدّد للخروج من التفكير العقيم واستلهام الأفكار النيّرة التي من شأنها حلّ مشاكل المجتمع، ذاك أن ذات الدّعوة »تبصرنا بما ينبغي لتحقيق المجتمع المنشود« بحلّها مشاكل المجتمع، موضّحا أنّ التجديد حركة طبيعية ومبلغ تبلغه الأمم حسب نظرتها وفلسفتها للحياة، وذلك بضرورة النظر له من خلال النسق العام للقرآن الكريم و السنن، حسب المتحدّث. كما دعا بوتفيلقة إلى التجديد في منابع الدّعوة وتطهير القلوب من المعاصي قبل الجوارح، وكذا التجديد في قراءتنا للعلم والتّراث الإسلامي،وذلك باستلهام الماضي وليس جمودا فيه، موضّحا أن التجديد يكون أيضا بالعقل المستنير وأنه أكثر نعمة بعد الهداية لتفادي التعطيل الذي يؤدي إلى إضعاف الدين وتقهقر الاجتهاد والشؤون العامة، قبل أن يشدّد على خطورة ربط الواقع المعيش اليوم بحصيلة اجتهاد السلف وأنماط معيشتهم وسلوكهم، في إشارة إلى التجديد في الفقه لإحياء مناهج السّلف، ذاك أنّ »الاقتداء الصحيح لابد أن يكون باستلهام اجتهاد السلف والدخول في حركة تجديد مستمرة من خلال التركيز على متغيرات والتطور في كل المجالات«.