توفي بعد ظهر أمس بسطيف عبد الحميد كرمالي شيخ المدربين الجزائريين الفائز بكأس أمم إفريقيا الوحيدة في رصيد الجزائر، وذلك عن عمر ناهز 82 سنة بعد مرض عضال ألزمه الفراش لمدة طويلة. وسيوارى فقيد كرة القدم الجزائرية الثرى منتصف نهار اليوم بمقبرة سيدي الخير بسطيف، حيث ينتظر أن تعرف جنازته حضورا قويا لشخصيات رياضية وكروية معروفة على المستوى الوطني. وتزامنت الفاجعة أمس مع الذكرى ال55 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني الذي كان يلعب في صفوفه ومن بين أحسن لاعبيه، حيث كان واحدا من رموز هذا التشكيل البطولي الذي ضحّى بالنفس والنفيس دفاعا عن القضية الجزائرية العادلة ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم، رفقة مصطفى زيتوني ورشيد مخلوفي و سعيد براهيمي و أحمد أوجاني وعمار رواي و كثيرين آخرين . ويحوز كرمالي سجلا فاخرا حيث قاد المنتخب الوطني الجزائري لإحراز أول كأس إفريقيا للأمم عام ,1990 وأفرو-أسيوية في العام الموالي، ونفس اللقب القاري مع منتخب الأواسط عام 1979 الذي ضمن لهم المشاركة الأولى في مونديال فئة أقل من 21 سنة طبعة اليابان للعام ذاته، فضلا عن تتويجات أخرى ومحطات منيرة مع فريقي وفاق سطيف ومولودية الجزائر وغيرهما. وكان الشيخ قد نقل في نوفمبر الماضي إلى المستشفى العسكري بعين النعجة بعد تدهور حالته الصحية قبل أن يعود في مارس الأخير إلى منزله بسطيف حتى وفاته.للتذكير فقد استهل كرمالي مشواره كلاعب لكرة القدم مع الاتحاد الرياضي لمدينة سطيف قبل أن يخوض تجربة الاحتراف ضمن كل من أف سي ميلوز و أس كان وأولمبيك ليون الفرنسيين. كرمالي في سطور ● عبد الحميد كرمالي، من مواليد 24 أفريل 1931 بولاية سطيف ، لاعب ومدرب جزائري سابق، لقب بشيخ المدربين الجزائريين وعميدهم، حين مكن الجزائر من التتويج بلقبها القاري الوحيد.لعب كرمالي مع العديد من الأندية الجزائرية ولعب في فرنسا مع أندية ميلوز وكان وأولمبيك ليون، كما كانت له فرصة تدريب العديد من الأندية إضافة إلى المنتخب الوطني، حيث سطع اسمه من خلال الألقاب التي تحصل عليها. التحق بفريق جبهة التحرير يوم 20 أفريل 1958 بالعاصمة التونسية مشكلا من نجوم البطولة الفرنسية أبرزهم رشيد مخلوفي، مصطفى زيتوني، المرحوم مختار لعريبي وقد ترك كل ما لديه بليون من مال وشهرة وبطولة، ليتفرغ لخطط الجبهة، وكانت الرحلة شاقة ومليئة بالمخاطر، عبر سويسرا وإيطاليا ومن ثم الالتحاق بتونس. وأمضى كرمالي سنوات تاريخية معه ، الذي لعب له العشرات من المباريات ضد منتخبات عالمية وكان واحدا من الذين أمطروا شباك الأندية والمنتخبات وأمام فرق كانت توصف بأن وزنها ثقيل.وتمكن كرمالي سنة 1990 من كسب التاج القاري الوحيد في تاريخ الكرة الجزائرية، ليبقى شاهدا على عظمة الرجل وقدرته على تحمل مجال التدريب باقتدار.