كشف رئيس المصلحة المركزية لمكافحة الاتجار غير الشرعي للمخدرات محافظ الشرطة، مرازقة عز الدين عن حجز 13 طن من راتج القنب الهندي وتوقيف 6336 شخص خلال خمسة أشهر من السنة الجارية، مشيرا إلى أن التحقيقات تؤكد أن 80 بالمائة من المحجوزات، كانت موجهة للخارج، و20 بالمائة للاستهلاك المحلي، بالإضافة إلى 422682 من الأقراص المهلوسة، مؤكدا أن مكافحة المخدرات من الأولويات المطلقة لمصالح الأمن، لارتباطها بالجريمة المنظمة وضلوع المهاجرين الأفارقة في استعمال الساحل لتمرير مادتي الهيروين والكوكايين. أكد أمس رئيس المصلحة المركزية لمكافحة الاتجار غير الشرعي للمخدرات، بمديرية الشرطة القضائية ،خلال منتدى الأمن الوطني المنتظم بالمدرسة العليا للشرطة علي تونسي، أن التطور السريع للاتجار غير الشرعي للمخدرات والمؤثرات العقلية، أوجب على الجزائر مواجهته بشكل منهجي مكثف، وهذا نظرا لتوافر العوامل المساعدة على تفشيها، مما أدى إلى الزيادة في كمية المحجوزات على المستوى الدولي وحجم عائدات تجارة المخدرات من جهة والتموقع الجغرافي لمحاذاة أكبر دولة منتجة للقنب الهندي من جهة أخرى. وأوضح محافظ الشرطة مرازقة عزالدين، أن تعزيز الدول الأوروبية الواقعة في شمال البحر الأبيض المتوسط لحدودها البحرية لغرض التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، أجبر تجار المخدرات باستعمال طرق ووسائل أخرى، تتمثل في الزوارق السريعة وبواخر النزهة، تغيير المسالك، الساحل الصحراوي مرورا بالجزائر، مالي، النيجر، ليبيا ومصر للوصول إلى أوروبا عن طريق تركيا عبر الدول المجاورة، مشددا على أن مكافحة الاتجار غير الشرعي للمخدرات من الأولويات المطلقة لمصالح الأمن الجزائرية، ليس لاعتبارات صحية واجتماعية فقط، بل لارتباط هذه الجريمة بالجرائم المنظمة الأخرى إلى جانب ضلوع المهاجرين الأفارقة في استعمال منطقة الساحل لتمرير مادتي الهيروين والكوكايين. وأشار محافظ الشرطة مرازقة عز الدين في هذا السياق، إلى أن مصالح الأمن تمكنت من حجز 1 كلغ و88 غ من الهيروين و7 كلغ من الكوكايين، خلال سنة ,2012 موضحا أن الشبكات المختصة في تهريب المخدرات حسب بعض القضايا المعالجة من طرف مصالح الأمن، يعتمدون لتمرير المخدرات، الكوكايين والهيروين، انطلاقا من إفريقيا باتجاه آسيا )تركيا ماليزيا الفيتنام وبن غلاديش(، على المسالك التالية: ساحل العاج -السينغال الجزائرتركيا، نيامي بالنيجر الجزائر-الدوحة بقطر- ماليزيا، ومسلك إخر هو نيامي النيجر الجزائرالدوحة داكا ببنغلاديش، وقادوقو الجزائر-النيجر، والمسلك الخامس: البرازيل اسبانيا-الجزائر النيجر. وحسب ذات المسؤول فإن شبكات المتاجرة بالمخدرات لجأت في تمريرها لمادتي الكوكايين والهيروين إلى ابتلاعها وتخزينها على مستوى المعدة لكي تستخرج عند الوصول، مضيفا أن التحريات خلصت إلى لجوء البعض الأخر إلى تمرير هذه السموم، عن طريق إرسالها داخل الأمتعة عبر وسائل النقل الجوية. وأشار إلى أن مصالح الأمن قد تمكنت من حجز 57 طن من القنب الهندي وتوقيف 11685 شخص خلال سنة ,2012 فيما بلغت محجوزات القنب الهندي خلال خمسة أشهر من السنة الجارية الجارية 13 طن من راتج القنب وتوقيف 6336 شخص. وأكد محافظ الشرطة عزالدين مرازقة أن الجزائر عرفت تزايدا مستمرا في الاتجار غير الشرعي بالمؤثرات العقلية، نجم عنه ارتفاع عدد المستهلكين، حيث بلغت المحجوزات من المؤثرات العقلية خلال سنة 160885 ,2011 قرص، لترتفع إلى 267234 خلال سنة ,2012 فيما قدرت خلال خمسة أشهر من السنة الجارية 422682 قرص مهلوس، مضيفا أن الجزائر سجلت بعض المحاولات المعزولة لزراعة مادة القنب الهندي وخشخاش الأفيون، موجهة للاستهلاك الشخصي، إلا أن سرعان ما اتخذت إزاءها المصالح الأمنية الإجراءات اللازمة التي سمحت بتطويقها والحد منها في حينها . وبشأن الإجراءات المتخذة لمكافحة الظاهرة، قال محافظ الشرطة، إن المديرية العامة للأمن الوطني لا تدخر أي جهد في سبيل التصدي ومكافحة مثل هذه الجرائم التي تنخر في كيان المجتمعات، مع العمل على تفعيل العمل الوقائي التوعوي لفئة الشباب كونهم الفئة الحساسة الأكثر عرضة لمخاطر هذه الآفة، مركزا على توجيه المدمنين لتبني خيار العلاج والتأهيل بالمراكز المختصة، كونه الأنجع للوقاية من هذه الآفة. وأشار إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني، أدرجت في إطار التكوين التخصصي مادة خاصة بمكافحة التهريب غير الشرعي للمخدرات والمؤثرات العقلية في كل البرامج التكوينية على مستوى مدارس الشرطة ، بالإضافة إلى إنشاء 48 فرقة مختصة في مكافحة المخدرات التابعة للشرطة القضائية، ومصالح جهوية بتلمسان وعنابة، بالاضافة إلى مشروع إنشاء مصلحتين جهويتين لمكافحة التخريب غير الشرعي للمخدرات والمؤثرات العقلية بالجنوب في كل من ولايتي بشار وتنمراست، إنشاء مدرسة مختصة في تكوين موظفين في مادة مكافحة المخدرات بحمام بوغرارة بتلمسان، بالإضافة لمخبرين للشرطة العلمية والتقنية بغرب وشرق البلاد لإجراء التحاليل والأبحاث ومخابر أخرى جهوية في طور الإنجاز بورقلة وبشار، ويتم التنسيق لأعمال هذه المخابر، عن طريق المخبر المركزي للشرطة العلمية والتقنية بالعاصمة، مشيرا إلى أنه قد تم إعادة هيكلة الفرق المختصة في محاربة جرائم المخدرات في شكل فرق بحث وتحري مجهزة بإمكانيات معتبرة ماديا وبشريا. من جهته، نوه رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها مصالح الشرطة في مجال مكافحة آفة المخدرات، مشيدا في نفس الوقت بإستراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني في مجال التوعية والتحسيس من أخطار المخدرات، مشيرا إلى أن الهدف الأول لمروجي هذه السموم، هو الربح السريع من خلال استهداف الشباب وخاصة فئة المتمدرسين.