أوضح المؤرخ لحسن زغيدي، أمس، أن قصائد شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا دعت إلى الحرية والتحرر وحقوق الإنسان قبل أن يقنن الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، وقال إنه »لاتوجد قصيدة تخلو من كلمات القرآن الكريم« وهي نفس نظرة نائب رئيس مؤسسة مفدي زكريا الذي أكد أن شعره مستمد من القرآن الكريم والسنة والتاريخ الإسلامي. شدد شريف خير الدين نائب رئيس مؤسسة مفدي زكريا، خلال اليوم الدراسي المنظم من طرف وزارة الشؤون الدينية بالتنسيق مع مؤسسة مفدي زكريا بدار الإمام بالعاصمة، حول » الأبعاد الدينية في آثار مفدي زكريا«على تركيز البحث على البعد الديني لأعمال الشاعر مفدي زكريا باعتباره جانبا خفيا، وقال أن قصائد شاعر الثورة وأعماله الأدبية مستمدة من القرآن الكريم، السنة والتاريخ الإسلامي، مستدلا بقول المفكر مولود قاسم نايت بلقاسم. وأضاف المتحدث أن القيم الأخلاقية الإسلامية تبرز في شعر مفدي زكريا، مشيرا إلى شعره ساهم في تحرر الإنسان من الاستعباد. وبدوره، أوضح الدكتور لحسن زغيدي أن شعر مفدي زكريا تجاوز الحدود الجزائرية والعالمية العربية إلى الإنسانية جمعاء، مستدلا بالقصائد التي دعت إلى الحرية والتحرر وحقوق الإنسان قبل أن يقنن الميثاق العالمي لحقوق الإنسان. وقاسم المؤرخ نفس نظرة شريف خير الدين، حيث قال لا تجد قصيدة لمفدي زكريا تخلو من مصطلحات القران الكريم، موعزا ذلك إلى تنشئته الدينية بدءا من مسقط رأسه إلى الزيتونة وأبرز مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بوزيد بومدين أهمية انعقاد اليوم الدراسي خاصة في الظروف الخاصة التي تشهدها الجزائر، مشددا على ضرورة الأمن والانسجام الاجتماعي. وكشف بومدين عن عنوان المسابقة الدولية المقبلة حول التراث الإسلامي وتحقيق المخطوط والمتمثل في »الشرح التاريخي للإلياذة الجزائر«، مضيفا أن النتائج سوف يعلن عنها قبل افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. وفي تدخله بمحاضرة تحت عنوان »تناصيات الهول والإيقاع في قصيدة الذين تمردوا مع سورة الزلزلة«، أكد الدكتور بشير بويجرى أن شاعر الثورة الجزائرية كان ينظم شعره بعيدا عن الذاتية الضيقة، بل كان ينظر إليه كآلية من آليات التعبير الثوري العام. وبعد أن أبرز الدكتور قوة تكوين مفدي وصلابة عقيدته وثمله لوطنه، تساءل عن كتابة شاعر الثورة عشق الجزائر شعرا وليس نثرا، مشيرا إلى موهبته المركبة تركيبا إيقاعيا الذي وصفه ب»الناري والقوي«، قائلا إنه »يزعزع النفس ويحركها شئت أم أبيت«إلى ذلك، سلط الدكتور مفلاح محمد الضوء على »البعد التاريخي والديني في إلياذة الجزائر، وأشارت عمارية بلاد إلى تعاليم الإسلام في شعر مفدي زكريا، أما محمد عيسى وموسى فقد أبرز مقاصد العقيدة والإيمان في إلياذة الجزائر. ومن جانب آخر تطرق المحاضر عمر إلى » بصمات المدرسة الاباضية في آثار مفدي زكريا، وبدوره أبرز الأستاذ محمد ناصر بوحجام » الرؤية الإسلامية في إلياذة الجزائر«.