أكد رئيس المؤتمر الوطني الليبي نوري بوسهمين أن لا شرعية لأي كيان خارج إطار المؤتمر الوطني العام المنتخب، حيث جاء هذا التأكيد في سياق ردة فعل على إعلان المكتب التنفيذي لإقليم برقة لحكومته. وقال بوسهمين أول أمس، إن الإعلان الذي صدر في مدينة أجدابيا بشرق البلاد من قبل المكتب التنفيذي هو إعلان لأشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم، وتابع بوسهمين قوله إن الخيارات التي تتعامل بها طرابلس هي ضمن الخيارات التي حددها الإعلان الدستوري والتي قبلها الشعب عند انتخاب المؤتمر الوطني، موضحا أن المؤتمر الوطني ما زال يتحاور مع الأشخاص الذين يغلقون الموانئ النفطية في شرق البلاد، عن طريق لجنة الأزمة التابعة للمؤتمر الوطني ومشايخ وحكماء المنطقة الشرقية، وأضاف »سنستمر في الحوار معهم لغاية حل هذه الأزمة«. وكان رئيس المكتب التنفيذي لإقليم برقة عبد ربه البرعصي يوم أعلن عن تشكيل حكومة قال إنها ستدير الإقليم وتتكون من 24 وزيرا. ولم يتعد إعلان إقليم برقة شرقي ليبيا، كياناً فدرالياً اتحادياً، مجرد إعلان في وقت سابق، لكنه اليوم تخطى ذلك ليتمثل بالكشف عن تشكيل أول حكومة فدرالية في الإقليم. وقال دعاة النظام الاتحادي الفدرالي إن هدفهم من الحكومة المنفصلة هو تقاسم الثروات بشكل أمثل، والقضاء على النظام المركزي الذي اتبعته السلطات في العاصمة الليبية طرابلس، بحسب رأيهم. وأتت هذه الحكومة الجديدة، المكونة من أربعة وعشرين وزارة لتسيير إدارة الإقليم، بالاستناد إلى دستور ليبيا الذي أقر عقب استقلالها عام ألف وتسعمئة وواحد وخمسين إبان فترة حكم ملك ليبيا الراحل إدريس السنوسي، ووفقا لحكومة برقا الجديدة، تم تقسيم الإقليم الجغرافي إلى أربع محافظات إدارية، وهي اجدابيا وبنغازي والجبل الأخضر وطبرق، تمتد من الوادي الأحمر غربا وحتى الحدود الليبية المصرية شرقا، ومن شاطئ البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الحدود الليبية التشادية جنوبا. وترافق هذا التقسيم السياسي، مع تشكيل قوة دفاع برقة، للاهتمام بقطاع الأمن الشائك، الذي أسهمت في انفلاته التشكيلات العسكرية الخارجة عن الشرعية، بحسب رئيس المكتب التنفيذي للإقليم، عبد ربه البرعصي. في سياق آخر، هزّ مدينة بنغازي الليبية أمس انفجار ضخم ناجم عن تفجير سيارة أمام مقر مفوضية انتخابات لجنة الستين التي من المقرر أن تشرع بإعداد وصياغة الدستور الجديد للبلاد دون أن يسفر عن ضحايا وفق أولى التقارير. ونقلت مصادر إعلامية عن شهود عيان قولهم أن الانفجار كان بسبب سيارة مفخخة أدت إلى تفجير ثلاث سيارات أخرى كانت متوقفة بالقرب من مدرسة ألوية الحرية التي تتخذها المفوضية مقرا لمباشرة العملية الانتخابية، وأضافوا أن الانفجار لم يسفر عن أي إصابات بشرية. وتعيش مدينة بنغازي أكثر من غيرها من الانفلات الأمني وارتفاع وتيرة عمليات الاغتيال والتفجيرات المتوالية التي أصبحت يومية تقريبا مما خلف عشرات الضحايا وخسائر مادية جسيمة.