أشرف الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، خلال زيارة عمل إلى ولاية خنشلة التي تندرج ضمن برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على تفقد ووضع حيز الخدمة إنجازات جديدة في العديد من المشاريع الاجتماعية الاقتصادية التابعة على الخصوص لقطاعات التعليم العالي والطاقة والبيئة والنقل، حيث أعطى تعليمات صارمة باستكمال المشاريع التي هي في طور الإنجاز، ليؤكد التزامه بالتكفل بانشغالات طالبي السكن وتوفير مناصب العمل للشباب البطال، كما أكد أن الدولة مستعدة بتحسين ظروف الطلبة وإيجاد حلول للفلاحين خاصة فيما يتعلق بتنظيم عملية تلقيح اصطناعية للماشية وتحويل الأجنة لتحسين إنتاج الحليب. استهل الوزير الأول عبد المالك سلال برفقة وفد وزاري هام، زيارته التفقدية إلى ولاية خنشلة، بمعاينة مستثمرة فلاحية يسيرها مستثمر خاص وذلك ببلدية الحامة، حيث استفسر الوزير عن وضع التنمية الفلاحية بهذه الولاية التي يغلب عليها الطابع الفلاحي وغرس الأشجار، كما استفسر أيضا عن برنامج التنمية المندمجة للمنطقة الجنوبية للولاية عن الجهود المبذولة من أجل زيادة قدرات تخزين الحبوب معرضا للمنتجات الفلاحية المحلية قبل إشرافه على حفل تسليم عقود الامتياز الفلاحي ل 12 مستفيد وهي العملية التي تستهدف ما مجموعه 2000 فلاح. سلال يطمئن الفلاحين بعدم حدوث ظاهرة الجفاف ودعا سلال إلى العمل من أجل تحسين الإنتاج الفلاحي وتثمينه خاصة وأن شبح الجفاف صار الآن بعيدا بعد تسجيل تساقط كميات معتبرة من الأمطار، ولدى زيارته معرضا للمنتجات الفلاحية المحلية، دعا الوزير مربي النحل على وجه الخصوص لكي يفكروا في تسويق منتجاتهم من العسل من خلال تنظيم أنفسهم في جمعيات وتعاونيات من أجل تحقيق مزيد من الفعالية، وحضر الوزير الأول بهذه المستثمرة الفلاحية التي تنتج أيضا الحليب، عملية تلقيح اصطناعية للماشية، كما استمع بالمناسبة لانشغالات تتعلق بتنظيم هذا النشاط وتحويل الأجنة وهو الأمر الذي سيتم إيجاد حل له في أقرب وقت كما أكد سلال. كما أشرف الوزير الأول عبد المالك سلال، بجامعة خنشلة في إطار زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها بالولاية، على دخول حيز الخدمة كليتي العلوم والتقنيات والآداب والعلوم الإنسانية إضافة إلى قاعة محاضرات ب600 مقعد ومحول كهربائي ب 6030 كيلوفولط. ولدى إشرافه على دخول هذه الهياكل حيز الخدمة، تابع سلال لعرض مفصل حول جامعة »عباس لغرور« بخنشلة والتي أنشئت برسم مرسوم صادر في سبتمبر 2001 والتي كانت في تلك الفترة مركزا جامعيا يضم معهدين لترتقي في جوان 2012 إلى جامعة مدعمة ب6 كليا، حيث استفسر عن برنامج الإنجازات المزمعة لصالح قطاع التعليم العالي لاسيما مشروع القطب الجامعي الجديد المتربع على مساحة 20 هكتارا بمنطقة انسيغة ( على بعد 3 كلم عن خنشلة). وفي هذا الصدد، صرح الوزير الأول، أن الدولة ستساعد طلاب جامعة خنشلة وذلك من خلال القيام بعمليات لتوسعة الجامعة وكذا تحسين الظروف البيداغوجية، وكان سلال يخاطب مجموعة من الطلاب المحتجين كانوا يحملون لافتات يطالبون من خلالها ب» تمكينهم من الترشح لمسابقة الماجستير« وب»رحيل رئيس الجامعة«، وقال الوزير الأول للطلاب الدولة ستساعدكم بتحسين ظروف دراستكم وهي مستعدة أيضا لمساعدتكم لتمكينكم من ولوج مسابقة الماجستير لكن شريطة تحصلكم على المعدلات الضرورية لذلك. حماية المدن من الفيضانات أكثر من ضرورة وواصل الوزير الأول عبد المالك سلال زيارة العمل إلى ولاية خنشلة بإشرافه بمنطقة قايس على وضع حيز الخدمة محطة تصفية المياه المستعملة، وعلاوة عن العمارة الإدارية والسكنات الوظيفية تضم هذه المحطة -التي تطلبت كلفة بأكثر من 16,1 مليار دج والتي أنجزت من طرف مجمع مؤسسات تشرف عليها المؤسسة العمومية للأنقاب المائية والأشغال الإلكتروميكانيكية -تجهيزات الرفع والمعالجة المسبقة والتهوية والتصفية وضخ الطين والتجفيف الميكانيكي. ولدى متابعته لعرض حول مشاريع حماية المدن من الفيضانات (إنجاز 34 كلم تحمي 295 ألف نسمة)، حث سلال على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار توسعة المناطق العمرانية عند القيام بإعداد الدراسة الخاصة بمثل هذا النوع من المنشآت الخاصة بالحماية، كما تطرق إلى ضرورة العمل على إدراج حواجز مائية أخرى لاسيما عندما يتم الانتهاء من الدراسات التقنية الخاصة بها وذلك من أجل تعزيز قدرات التعبئة التي يوفرها ال23 حاجزا مائيا تم إنجازه فعليا بالولاية. وأشرف الوزير الأول عبد المالك سلال الذي قام بزيارة عمل لولاية خنشلة على دخول المحطة البرية لنقل المسافرين بعاصمة هذه الولاية حيز الخدمة، واستنادا للشروح المقدمة للوزير من شأن هذه المنشأة التي أنجزتها مؤسسة محلية خلال أكثر من سنتين بكلفة تجاوزت 256 مليون د.ج ستساهم في تحسين نوعية الخدمة وتنظيم وسائل نقل المسافرين. كما اطلع سلال على مكونات شبكة طرقات ولاية خنشلة )1729 كلم ( التي تضم 273 كلم من الطرق الوطنية و457 كلم من الطرق الولائية و1000 كلم من الطرق البلدية إضافة إلى عدد كبير من المسالك الغابية، ولدى متابعته لعرض حول برنامج السكة الحديدية، شدد الوزير الأول على ضرورة الإسراع في إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين خنشلة وعين البيضاء (أم البواقي) الذي يجري حاليا إعداد الدراسات التقنية الخاصة به على اعتبار أن هذه المنطقة ستكون مسرحا لإنتاج صناعي هام . وفيما يتعلق بالمشروع المقترح بهذه الولاية من أجل ربط مدن خنشلةوباتنة، سطيف بخط السكة الحديدية، وبعد أن أبدى الوزير موافقته على بناء مقطع خنشلة-باتنة، أعرب عن بعض التحفظات بشأن مدى ملائمة إنجاز توسعة لهذا الخط إلى غاية سطيف، حيث أن الأمر هنا يتعلق -حسب ما أوضحه سلال- بمشروع يتطلب دراسة اقتصادية معمقة لتحديد مدى الحاجة لهذه التوسعة. ومن جهة أخرى، شدد عبد المالك سلال بخنشلة خلال متابعته لعرض حول القطب الحضري الجديد لخنشلة، على ضرورة الانتهاء من مرحلة التفكير ضمن مخططات شغل الأراضي وهذا من أجل رؤية أفضل وأكبر، مضيفا بأن الأمر يتعلق الآن بإنجاز توسعات حضرية تجمع بين »التقاليد والعصرنة« و إمكانها تلبية احتياجات المواطنين والعائلة الجزائرية، وأشار إلى أنه يتعين إنجاز مدن جديدة قادرة على بعث الحياة والأمل وليس مناطق عمرانية مبنية بالخرسانة وتثير النفور. ودعا سلال إلى التحلي برؤية إجمالية ومدمجة من خلال تجهيز هذه الأحياء الجديدة بجميع التجهيزات اللازمة بما في ذلك المساحات الخضراء التي تمكن المواطنين من العيش في وئام وحيوية، وكان عبد المالك سلال قد توجه إلى ساحة الشهداء بوسط خنشلة حيث ترحم على أرواح الشهداء عند سفح تمثال الشهيد عباس لغرور الذي تم تشييده مؤخرا تخليدا هذا البطل، واطلع الوزير الأول فيما بعد على برنامج تجديد بنية مدينة خنشلة الذي هو في مرحلة الإطلاق. للإشارة فقد تجمع بالمحطتين الأخيرتين من زيارة الوزير الأول مواطنون معظمهم من شباب ونساء لنقل انشغالاتهم المتعلقة بالسكن والتشغيل، وتوجه إليهم الوزير الأول ليطمئنهم بأن انشغالاتهم المطروحة سيتم التكفل بها كما دعاهم إلى التقرب من مصالح الولاية للتعبير عن مطالبهم.