عبر العديد من التلاميذ عن استيائهم من تكرار سيناريو إضراب الأساتذة الذي بات يهدد مستقبلهم التعليمي، حيث أعرب هؤلاء عن أسفهم الشديد من الوضع الذي آلت إليه المدرسة العمومية التي تتخبط في مشاكل عديدة أدخلت التلاميذ في مصير مجهول، مؤكدين عن رفضهم التام لأسلوب الإضراب الذي يزيد من معاناتهم في ظل البرامج الكثيفة، كما طالب هؤلاء المعنيين بوضع مصلحة التلاميذ فوق كل اعتبار. عاد سيناريو الإضرابات ليخيم من جديد على قطاع التربية، حيث دخلت العديد من المؤسسات التربوية بفعل ذلك في شلل تام وهو الأمر الذي أثار تذمر شديد لدى التلاميذ الذين أصابهم القلق والتخوف حول مستقبلهم الدراسي. حيث أبدى هؤلاء خلال الجولة استطلاعية التي قمنا بها في العاصمة عن استيائهم من هذه المعاناة والمصير المجهول الذي ينتظرهم خاصة وأنهم مقبلين على الثلاثي الثاني، حيث يضطر الآلاف منهم إلى العودة إلى منازلهم بعد توقف الدراسة، هذا الوضع أثار غضبهم باعتبارهم أصبحوا ورقة ضغط لا يتوانى الأساتذة في كل لحظة لاستعمالها من أجل تحقيق مطالبهم التي تتجدد في كل مرة. حيث أبدت التلميذة شيماء التي تدرس بالقسم النهائي شعبة علوم الطبيعة والحياة استيائها من هذه الإضرابات التي أدخلتها في نفق مظلم، قائلة أن هذا الأسلوب في الطالبة بالحقوق لا يجب أن يتبع من طرف الأساتذة كونه يهدد مستقبلهم التعليمي، علما أن قريناتها يزاولن الدراسة في بعض الثانويات بشكل عادي. من جانبه عبر التلميذ عبد الحفيظ الذي يدرس في السنة الثانية من التعليم المتوسط عن قلقه من الإضراب الذي سيتحمل نتائجه التلاميذ بالدرجة الأولى، مضيفا بأن النتائج المترتبة عنه ستكون وخيمة على الطلبة، مضيفا أن الأساتذة وبمجرد استئناف الدراسة سيكون همهم الوحيد إتمام البرنامج الدراسي دون مراعاة قدرة استيعاب التلاميذ لها، وهو الحشو الذي سيضاعف الضغط على المتمدرسين الذين يتحملون في كل مرة نتائج تلك الإضرابات. وبمجرد الإعلان عن الإضراب يعيش التلاميذ في جو من القلق والرعب، وهوة حال لتلميذة زهرة التي تدرس في السنة الثالثة متوسط والتي أكدت أنها تعيش في توتر مستمر وتذمر شديد جراء هذا الإضراب الذي يضعف من عزيمتها ويرهن مستقبلها الذي تحرص كثيرا على أن يكون ناجحا، وهو الأمر الذي يضطرها إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية من أجل استدراك ما فاتها رغم تيقنها بأن دروس الدعم لا يمكن أن تحل محل مزاولة الدراسة في القسم. وفي نفس السياق أبدى تلميذ آخر تخوفه من هذا الإضراب، قائلا أن هذا الأمر تحول إلى كابوس حقيقي يهدد مستقبل التلاميذ ويزيد من اتساع الهوة بينهم وبين التمدرس الذي أصبح حسبه مضيعة للوقت في ظل الاضطراب الذي يعرفه القطاع، مشيرا على أنه يفكر بفعل ذلك إلى التخلي عن مقاعد الدراسة وتعويضها بعمل يجني منه المال. من جهتها لم تتردد سعيدة أم لإحدى التلميذات من الاحتجاج على الأمر قائلة إن الإضرابات المتكررة تشجع أبناءهم على الإهمال والتمرد وتخلق حالة من عدم الاستقرار التربوي، أما وسيلة والدة طفل في السنة الرابعة متوسط، إن الإضراب يؤثر في التلاميذ بطريقة سلبية، نظرا للتسيب الحاصل جراء الإضراب، خصوصا وأن بعض التلاميذ في المراحل الابتدائية لا علاقة لهم بطلبات المعلمين ولا يعون أساسا هذه المطالب، مما يؤثر سلبا على مسار تنشئتهم وينعكس على الإطارين التربوي والتعليمي بشكل عام، مضيفة أن مصلحة التلميذ أولى من أي مطالب في زيادة في الأجور أو غيرها وأن هذا الأمر يؤثر في البنية التعليمية ويؤدي إلى خلل في المناهج الدراسية.