دخلت العلاقات الجزائريةالتونسية عهدا جديدا من التعاون الثنائي بعد تنويه الرئيس التونسي منصف المرزوقي بدور الجزائر في دعم مسار الانتقال الديمقراطي في بلاده، واعتراف بجهود الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تقريب وجهات النظر بين رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي، حسب تأكيد هذا الأخير. أبدى مسؤولون تونسيون إرادة سياسية لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون ووشائج التضامن بين الشعبين، فقد حملت رسالة الرئيس التونسي منصف المرزوقي والتصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الحكومة مهدي جمعة استعدادا تونسيا لتعميق العلاقات بين الجزائروتونس انطلاقا من الروابط التاريخية المتينة. وتدل إشارات عديدة على توجه البلدين نحو توطيد العلاقات على جميع المستويات، في مقدمتها الاستقبال الذي حظي به السفير الجزائري عبد القادر حجار من قبل رئيس الجهاز التنفيذي التونسي مهدي جمعة بعد تعيين هذا الأخير مباشرة، والرسالة التي كتبها الرئيس التونسي منصف المرزوقي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ثم زيارة رئيس حكومة تونس للجزائر والتي شرع في، ا أمس إضافة إلى مشاركة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة في الجلسة العامة للبرلمان التونسي بمناسبة الاحتفال بالمصادقة على المشروع النهائي للدستور الجديد لتونس بدعوة من رئيس المجلس الوطني التأسيسي للجمهورية التونسية مصطفى بن جعفر. وكعادتها حرصت تونس على دعوة الجزائر لحضور احتفالاة الرسمية وعكست رسالة المرزوقي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هذا الحرص التي تضمنت دعوة لحضور الاحتفال الخاص باعتماد دستور جديد للبلاد علما أن بوتفليقة قد شارك التونسيين الذكرى الأولى لسقوط نظام بن علي. إضافة إلى هذا، يعقد البلدان اجتماعا للجنة المختلطة الكبرى هذا الجمعة عشية الاحتفال بالذكرى ال56 لأحداث ساقية سيدي يوسف تزامنا مع الاحتفال التونسي بتبني دستور جديد. وتتسم المواقف الجزائريةالتونسية في المجال الأمني بالتوافق الكامل حسب ما أدلى به وزير الخارجية رمطان لعمامرة الأسبوع الماضي من إثيوبيا، عبر الاتفاق على إستراتيجية لمكافحة ظاهرة الإرهاب التي أخذت منحى تصاعديا بعد الانفلات الأمني الذي تشهده ليبيا منذ ثلاث سنوات و الحرب في مالي. كما لم ينقطع التشاور السياسي بين الجزائروتونس سواء تعلق الأمر بالمسائل الثنائية أو القضايا الإقليمية والتي تحمل طابعا مشتركا، ولم تتخل السلطات الجزائرية على مرافقة نظيرتها التونسية عبر الاستقبال لعديد من المسؤولين التونسيين على غرار رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والباجي قائد السبسي، رئيس حزب نداء تونس هذا الأخير الذي صرح في لقاء مع مجموعة صحافية في باريس، أمس، حسب صحيفة » الشرق الأوسط« أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعب دورا في التقريب بينه وبين الغنوشي. ومقارنة ببقية دول الجوار، تشهد العلاقات الجزائريةالتونسية تسارعا في المجال الاقتصادي، حيث ستدخل الاتفاقية التجارية التفاضلية بين الجزائروتونس حيز التنفيذ خلال الأسابيع القليلة المقبلة بما يعزز من مستوى التبادل التجاري بين البلدي .