كان اليوم السادس لمهرجان »كان» السينمائي في دورته السابعة والستين بمثابة تحد بين السينما الأمريكية والسينما الكندية ورغم وجود فيلم كندي إلى جانب الفيلم الأمريكي وتنافس الاثنين في المسابقة الرسمية الا أن الفيلم الكندي كان يحكي قصة أمريكية أيضا. وقدم المخرج الأمريكي بينيت ميللر فيلم Foxcatche أو »القبض على الثعلب» والذي يحكي خلاله القصة الحقيقية للمصارع والبطل الأوليمبي »ديف شولتز? الذي قُتِلَ على يد صديقه المريض بالبارانويا »جون دو بونت»، أما المخرج الكندي »ديفيد كرونينبيرج» فقدم فيلم »Maps to the Star» أو خرائط للنجم الذي تدور أحداثه في هوليوود الأمريكية. والمعروف عن »بينيت ميلر» أنه يعشق الحكايات المركبة ذات الأبعاد الخفية وقد بدأ مسيرته في عام 2005 مع المخرج فيليب سايمور هوفمان في فيلم Capote أو »معطف » عن علاقة الكاتب »ترومان كابوتي» بقاتلين محكوم عليهم بالإعداد أثناء كتابته لروايته الأعظم In Cold Blood »في الدم البارد»، وفي فيلمه الجديد يبحث نِقاط الجنون والهوس والعلاقات الإنسانية المُعقدة . وصرح بينيت في المؤتمر الصحفي للفيلم قائلا: »هذا الفيلم ليس فيلماً سياسياً وإنما فيلم يحاول فهم السقوط الانساني». أما الكندي »ديفيد كرونينبيرج» فقدم فيلمه المختلف عن كل ما قدم من قبل Maps to the Star أو »خرائط للنجم» ويتتبع خلاله حياة ممثلة كانت نجمة هوليوودية في طفولتها قبل أن تخفت الأضواء من حولها، وعلاقتها بعائلة طبيبها النفسي وابنته المراهقة المدمنة. وفاجأ »كروننبيرج» الجمهور والنقاد معا بالعمل الجديد فبينما اشتهر الرجل بلقب »بارون الدماء» فإنه يعيش مشروعاً مختلفاً عن نقد الحياة الرأسمالية المُعاصرة. وفي قسم » نظرة ما » قدم المخرج اليوناني بانوس كواتروس فيلم Xenia » زينيا » ويروي قصة سفر أخوين مراهقين في كل أنحاء اليونان بعد موت أمهما، وذلك للبحث عن والدهما الذي لم يعرفاه قط. وفي تعليق طريف له، قال »كواتروس ردا على سؤال في المؤتمر الصحفي للفيلم : »لا أتذكر ما كنت أريد أن أقوله بهذا الفيلم ì لقد كان ذلك لإظهار الاحترام وإخرج مكبوتات الشباب». ويستضيف »كان» هذا العام الممثل المكسيكي »جاييل غارسيا بيرنال» بدورين أولهما كعضو في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة والآخر الذي يظهر على الشاشة حيث يقدم دور البطولة في فيلمه الثالث El Ardor » الحريق »، وهو فيلم غربي طويل معاصر تدور أحداثه في الغابة الاستوائية الأرجنتينية يعرض خارج المسابقة الرسمية. وكان »بيرنال» هو الوَجه الذي صدَّرته المكسيك للعالم، بطلاً لأفلام مَوجة سينمائية مهمَّة نشأت هُناك، مع المخرج »أليخاندرو جونزاليس إيناريتو» في »هواة الكلاب »Amores Perros، وألفونسو كوران في Y TuMamTambién » إلى أمي أيضا »، واستقدامه لأداء دور جيفارا في »يوميات دراجة نارية » » The Motorcycle Diaries. كما استعان به المخرج الأسباني الكبير »بيدرو ألمودوبار» كبطلٍ لفيلم» تعليم سيء» Education bad ، قبل أن يدخل هوليوود في الفيلم الشهير »بابل» Babel. ورغم خفوت تلك الصورة خلال السنوات الأخيرة، إلا أن فيلمه No، الذي رُشح للأوسكار عام ,2012 ودارت أحداثه حول الحملة الإعلانية لاستفتاء سياسي في شيلي عام ,1988 أعاد »بيرنال» للواجهة من جديد. وتدور أحداث فيلم » El Ardor » أو الحريق ، حول »كاي» الشخص الغامض الذي يتجول وحيدا وعاري الصدر في الغابة, فيشاهده بعينيه مجموعة مرتزقة يقتحمون مزرعة حيث كانوا يطمعون في الحصول عليها منذ فترة وبما أن التهديدات لم تكف للاستيلاء عليها يقررون قتل صاحبها واختطاف ابنته فيبدأ »كاي» في مطاردتهم في الغابة الاستوائية متتبعاً المرتزقة واحداً تلو الآخر للانتقام للعائلة. وبعيداً عن السهول المليئة بالغبار، بعيداً عن الغرب الأمريكي، يعيد المخرج بابلو فندريك النظر بالفيلم الغربي حيث تدور أحداث فيلمه في الغابة الأمازونية وتخصص بذلك جزءاً كبيراً للطبيعة و تتجول الكامير في هذا الديكور مشددة على جمال الغابات وغموضها. ولا يتوقف مهرجان كان عن تصدير الضجيج واثارة الانطباعات التي تترد أصداؤها في العواصم العالمية , فمازالت قضية فيلم » مرحبا في نيويورك » للمخرج ابيل فيريرا والذي عرض مساء السبت الماضي تتفاعل حيث استلهم العمل من الفضائح التي تورط فيها »دومينيك ستراوس كان» مدير البنك الدولي السابق واتهمت زوجة »سباستيان كان» المخرج ابيل فيريرا بمعاداة السامية علي صفحات جريدتها » هافينتون بوست ». ولكن النجوم القادمون من هوليوود أبوا الا أن يثيروا ضجة جديدة لازالت حديث الحضور في اليوم السادس للمهرجان، فقد فاجأ الممثل سلفستر ستالوني الحضور في مهرجان كان مساء الأحد الماضي بدخوله إلى مؤتمر صحفي على دبابة، في حركة دعائية منه لأخر افلامه The Expendables 3 » المستهلكون »، في مشهد هو الأول من نوعه في تاريخ المهرجان السينمائي الدولي . وصاحب ستالوني علي الدبابة مجموعة من أبرز أبطال الجزء الثالث من السلسلة، وهم أرنولد شوارزنيجر، ميل جيبسون وهاريسون فورد، بالإضافة إلى أنتونيو بانديراس، ودولف لوندجرين، وجيسون ستاثام وويسلي سنايبس ، حيث أقامت الشركة مؤتمراً دعائياً للفيلم على هامش المهرجان.