أجمع المشاركون خلال الندوة الثقافية،»مستقبل الإبداع في الجزائر«، على ضرورة إشراك جميع الفاعلين في القطاع للرفع من مستوى الإبداع في بلادنا، ووضع سياسة فعلية من أجل تطبيق عدة قوانين والمتابعة المستمرة لها سواء ما تعلق بالكتاب ونشره وتوزيعه، إلى جانب السينما التي هي بحاجة للنهوض بها من أجل إنتاج أعمال سينمائية ثورية وطنية، وضرورة النهوض بالأدب بشتى فنونه. حضر، ندوة أول أمس، بقاعة »إبن زيدون«، بالعاصمة، التي نظمتها الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة، بالتعاون مع ديوان رياض الفتح،عدة وجوه معروفة بالساحة السياسية والأدبية،على غرار الدكتور محي الدين عميمور، والمجاهدة الأديبة زهور ونيسي،و الروائي أمين الزاوي، والأديبة ربيعة جلطي وغيرهم. وقد أدار الندوة كل من رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، عز الدين ميهوبي، مدير دار نشر» المعرفة« فصيل هومة، الروائي والإعلامي، حميد عبد القادر، إلى جانب المخرج والناقد السينمائي سعيد ولد خليفة. عز الدين ميهوبي الإبداع مسألة حيوية وهو بحاجة لأكثر من وقفة ثمن، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، عز الدين ميهوبي، مجهودات الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة، كونها تنشط في رحاب الإبداع والأدب، مُصرحا:» نتمنى أن تكون هناك روافد لتُنشّط المشهد الثقافي في بلادنا، فالرابطة منذ تأسيسها لها تقاليد مهمة ضمت منذ بداياتها شخصيات معروفة على المستوى العالمي والوطني«، مشيرا أن الرابطة، تعمل في جهودها على تنشيط الثقافة والوسط الثقافي سيما مع »موعد مع النخبة « الذي يقدم الجديد لإثراء الساحة الثقافية، فهي بخلاف المؤسسات الناشطة والتي كثيرا ما تقدم الأمور المستهلكة. وفي ذات السياق، تحدث عز الدين ميهوبي، عن الجهد الذي تقوم به العديد من المؤسسات ولكنها تفتقر إلى التنسيق المستمر، مؤكدا أن الإبداع مسألة حيوية وهو بحاجة لأكثر من وقفة في حين هناك مؤسسات لا تقدم شيئ في نشاطاتها، مُستغربا في الوقت ذاته سبب ثناء وسائل الإعلام عليها،وقال أنه يجب أن نقيّم الأشياء لأننا نهدف لبناء التميز والعمل الجاد والمستمر، وليس لهدم الوسط الثقافي، مضيفا» هناك مؤسسات تنشط بالفعل ولكنها مغيبة« . وفيما تعلق بواقع النشر في بلادنا، تحدث رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، عن ما يعانيه هذا الجانب بسبب عدم إحترام الناشرون لقانون النشر بحيث ليس هناك من يقدم الإيداع القانوني، فثقافة الإيداع القانوني يقول ميهوبي »غائبة للناشرين فلابد من أن تكون لديهم مصلحة النشر ومصلحة لترويج للمنتوج«مؤكدا أن دور النشر البعض منها تفقد للمهنية، داعيا لضرورة الاستثمار في الثقافة والإبداع بالشكل الصحيح. وقال المتحدث: هناك حوالي 850 ناشر، ومنهم 550ناشر محترف، والأخرى هيئات تنشط دون ربح تجاري، حيث أن الدولة تقدم دعم كبير للناشرين ولكن الناشر الجزائري يفتقد لحاسة الترويج للكتاب لا يكلف نفسه للترويج،فعدد كبير من الكتب المهمة ماتت تحت الرفوف، موضحا أن هناك اشكالية في الترويج والتعريف وتسليط الضوء على الكتاب. واعتبر الأديب عز الدين ميهوبي، أن فترة السبعينيات والثمانينيات كانت في أوجها من حيث وجود مجالات نتطلع عليها بشكل مستمر وكانت محكمة ومنبرا مهما تتناول أطروحات المشهد الثقافي الجزائري واليوم يقول: المتحدث »هناك إشكالية حيث توقفت عن النشاط واستعاضت الكثير من المؤسسات على الإصدار الورقي« وأصبحت تهتم بالمواقع الإلكترونية، والذي أخذت حيزا من الشهرة، في حين غيبت ولم تعد تلك المجالات الورقية، وقال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أن الجزائر حصلت على عدة جوائز في شتى الميادين الإبداعية، سواء ما تلق بالسينما والرواية والشعر على المستوى العالمي والعربي وهذه إضافة مهمة بحاجة للدعم والاستمرارية والعمل بجد لنقدم إبداعا ناجحا. فيصل هومة الناشر يخلق الشخصية الجزائرية قال مدير دار » المعرفة«، فيصل هومة، أن اللقاء فرصة لإلتقاء النخبة وإضافة مهمة ليجتمع جميع الفاعلين في قطاع الثقافة والإبداع دون سواء، وقدم المتحدث مداخلة عن واقع النشر في الجزائر، وصرح: أن الكتاب هو خدمة عمومية والناشر هو كل مؤسسة هيئة معنوية لشخص يقوم بإنتاج لأجل الترقية بالكتاب الفكري، مؤكدا أن الناشر هو الذي يُرقى الكاتب والمتلقي وعن دور النشر الموجودة ببلادنا يرى فيصل هومة أن دور النشر المحترفة لا تتجاوز 20 دار بالرغم من الدعم الدولة للكتاب إلا أن دور النشر لا تحترم معايير النشر والكتاب، متسائلا في الوقت ذاته عن الأموال التي تضخ،لدور النشر التي لا تقوم بجهد لذلك للرقي بالكتاب وبالثقافة الجزائرية وهمها الأكبر جلب المال لا غير. ويرى المتحدث أن الناشر هو إحدى حلقات نشر الكتاب والأمر يجعلنا نطرح عدة تسائلات يقول »هل هناك حسن نية من طرف الأشخاص المسيرين لدور النشر؟«، مضيفا : الناشر يخلق الشخصية الجزائرية، ومن الضروري وجود ميثاق النشر، بإعتبار أن الكتاب خدمة عمومية مسؤولية كل كاتب، كما لابد من الجهات الرسمية تدعيم النشر وكل الفاعلين وذلك يقابله المتابعة المستمرة والمحاسبة لتقيم النشر، فالكتاب هو جامع توحيد عقائدي وعادات المجتمع عامة ، وهو الوسيلة الوحيدة لضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهو التنوير لكل المجتمعات، -المجتمع -يضيف هومة» الذي يقرأ يتنمى ويتطور، والنخبة هي الأساس في تفعيل ذلك'' وقال مدير دار »المعرفة«، لابد من الاهتمام بالمكتبات العمومية وحماية المخطوطات من خلال الإعتماد على البيوغرافيا لاصدارات الكتاب الجزائريين، إضافة إلى الاهتمام بدعم شخصياتنا الثقافية وتراثنا للحفاظ على الهوّية والوجود والذات. كما دعا المتحدث لضرورة إعادة النظر في سياسة دعم الكتاب حيث لابد من الفاعلين أن يساهموا في سياسة الكتاب والنشر والتوزيع، ولابد من معرفة القوانين المتعلقة بالنشر حيث هناك قوانين لابد من تفعليها بشكل صحيح واخص بالذكر المتحدث» القانون الداخلي للكتاب« الذي يحتويه المرصد الوطني للكتاب ،كما حث الفاعلين والمؤسسات على اقتناء الكتاب الموجود في المكتبات على المستوى الوطني . حميد عبد القادر مستقبل الرواية خاضع للمجهول تحدث الصحفي والروائي، حميد عبد القادر، عن الصعوبات التي تتلقاها الجرائد فيما تعلق بصفحاتها الثقافية،وقال هناك صعوبة العمل الثقافي في جرائدنا، حيث نجد ان الاعلام الثقافي منفصل على التقاليد الملموسة للصحافة المعربة فهي تهتم بالمقال والرأي، في السابق وخلال الحقبة الاستعمارية كان هناك هم ثوري ثقافي، نجد مقالات وطنية ثورية ولكن بعد ذلك ظهر هم ايديولوجي وخيارات السلطة، تم القطيعة في التسعينيات بعد أن تخلت السلطة عن الخيار الاشتراكي،ولكن بعد ذلك عادت مقالة الرأي، وفكرة الالتزام بالفكر ألالتزامي الذي يساير مع خيارات الوقوف مع التطرف، وظهرت بعد ذلك المقالة الصحفية على عكس المقالة الأدبية، وأصبح الصحفي مهني أكثر، والعديد من الجرائد تشهد صفحاتها الثقافية تراجع كبير. وفيما يخص مستقبل الرواية قال حميد عبد القادر: أن »الرواية حالة نفسية« لا يمكنه أن يقيّم مستقبلها مضيفا» حسب رأيي مستقبل الرواية خاضع للمجهول« . سعيد ولد خليفة علينا انجاز أعمال وطنية ثورية ومن جهته، تحدث الناقد والمخرج السينمائي سعيد ولد خليفة عن مستقبل الإبداع في الجزائر، وثمن مجهودات الرابطة التي قال أنها تحفز الكتاب والمبدعون من أهل السينما أن يلتقون في رحاب موعد مع النخبة لإثراء الساحة الثقافية بما يتناسبها ولدفع باليات المستقبل الزاهر للعمل أكثر لبناء جزائر ناجحة ومتطورة، مشيرا انه يعمل لتقديم الأعمال التي تتناسب والجمهور على المستوى العالمي والعربي، وقال انه حريص جدا على أن يرفرف العلم الوطنى في أكبر العواصم العالمية من خلال الأعمال السينمائية وقال أن السينما بإمكانها ان تُغير العالم وتغير المفهوم وتقدم الصورة للآخر، وأكد ولد خليفة أن الأعمال الروائية كثيرا ما تجد صداها الأكبر خلال تجسيدها سينمائيا وقال هذا مكسب للثقافة الجزائرية خصوصا ما تعلق بانجاز أعمال وطنية ثورية وهذا لتقديم الصورة الحقيقية للشخصيات التي خدمة الثورة وغيرت مجرى التاريخ.