أعلنت مديرية النشر للمؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار عن مشاركتها في مسابقة جائزة «بوكر» للرواية العربية، دورة السنة الجارية، بثلاثة أعمال روائية، صدرت جميعا الموسم الأدبي المنصرم وهي: في رواية أخرى للقاص والإعلامي علاوة حاجي ورواية «كتاب الخطايا» للصحفي سعيد خطيبي ورواية «ندبة الهلالي» للشاعر عبد الرزاق بوكبة. يعد إعلان مديرية النشر للمؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار «أناب»، سابقة بالنسبة لدور النشر الجزائرية المشاركة في البوكر، حيث عادة ما تفضل دور النشر المقترحة عناوين للترشيح السرية في هذا الأخير. ويأتي هذا الإعلان، في إطار محاولة سميرة قبلي في التسويق للأعمال المعلن ترشيحها للبوكر العربية لهذه السنة، نظرا لما تكتسيه هذه الجائزة من أهمية من حيث ازدياد نسبة المبيعات لاسيما للروايات التي تصل للقائمتين الطويلة والقصيرة، مع العلم أن بلوغ روايات «الأناب» المقدمة للبوكر إحدى القائمتين صعب جدا نظرا للعناوين العربية القوية التي سبق لدور النشر العربية أن أعلنت ترشيحها للبوكر، على غرار دار الساقي التي رشحت أسماء وعناوين قوية هي امير تاج السر بروايته اشتهاء، علي المقري بروايته بخور عدني ،جبور الدويهي بروايته حي الأمريكان، تماما كما فعلت دار العين المصرية التي شملت ترشيحاتها اسم الروائي المتميز خليل صويلح بروايته «جنة البرابرة» التي يسجل من خلالها الكاتب يومياته من قلب الثورة السورية، كما عاشها طوال ألف يوم ويوم، ليغلق الدائرة على «سرديات الشهود»، وإذا بنا نقع على شهرزاد أخرى تتجول في شوارع دمشق اليوم، وسط الحرائق، من دون أن تحتاج إلى اختراع حكايات خيالية. يقوم العمل على لعبة تداخل الأزمنة، حيث يدرك القارئ أنها رواية أقرب لشهادة تلتقط اليومي والمعاش في مدينة تحت القصف يقدمها كاتب معاصر، وفي الرواية أيضا حوار وتناص مع نصوص حديثة تؤكد معايشة الكاتب الدقيقة للحياة اليومية الذي لا يظل يعيشها في دمشق رغم كل ما تشهده المدينة من خراب، فقد أصر أن يكون شاهدا عليه. ومع أن الكثيرين باركوا مبادرة الأناب في اعلان أسماء مرشحيها من باب أنها تدخل في إطار ما قد يعتبر شفافية، إلا أن العكس كان صحيحا، على اعتبار محاولة الأناب تقليد دور نشر على غرار الساقي أو العين أو حتى ميريت، غير معقول على أساس أن هذه الأخيرة من أعرق دور النشر العربية وتطرح للترشيح أسماء وعناوين لا يختلف اثنان في قوتها السردية، وهي إعلانات ضرورية لاسيما وأن هذه الدور تطبع سنويا العشرات من الروايات ومن باب الشفافية أن يعلم من لم يرشح بذلك، في حين لم تطبع الأناب من العناوين إلا بعض الروايات القليلة جدا. خيار بعض دور النشر العربية عدم نشر عناوين ترشيحاتها لبعض الجوائز العربية الكبيرة على على غرار البوكر العربية، لا يجب تفسيره بعدم ثقتها في إمكانية وصول مرشحيها إلى مراتب متقدمة في تلك الجوائز، بل هو مرتبط بإيمانها بأن ما تنشره من عناوين سيفرض نفسه بمجرد نشره وليس بفضل جائزة رشحت إليها أو لم ترشح. كما أن استغلال التقديمات للجوائز بالإعلان عنها رغبة في التسويق، الرواية الجيدة والكتاب الجيد على العموم يفرض نفسه بنفسه. ويؤيد الروائي بشير مفتي الجزائري الوحيد الذي وصل للائحة القصيرة للبوكر خيار السرية، حيث صرح «اعتقد أن ترشيح رواية لجائزة ليس حدثا مهما يجب الافتخار به أو ذكره ...هو مثل عشرات الروايات التي ترشح..أي أهمية لخبر كهذا».