يحل المغني الجزائري رشيد طه ضيفا على مهرجان الثقافة الإفريقية «أيام إفريقيا« بالعاصمة النمساوية فيينا الذي تعقد فعاليات دورته ال10 من إلى 17 أوت ، حسبما علم لدى المنظمين. ويعتبر رشيد طه وهو من مواليد مدنية سيق في 1958 أحد أشهر الفنانين الجزائريين في العشريتين الأخيرتين حيث بدأ مسيرته الفنية بفرنسا بداية الثمانينيات وقد عرف شهرته خصوصا عبر رائعة «يا الرايح« 1998 لدحمان الحراشي التي أعاد أداءها في طابع معاصر وساهم في التعريف بها عالميا. ويجمع الفنان في أسلوبه بين الراي والروك والشعبي والتكنو وقد أصدر في 2013 آخر ألبوم له بعنوان «زوم« هو التاسع في مسيرته الفنية حيث كرم من خلال بعض أغانيه ال11 التي جاءت بالعربية والفرنسية اثنين من عمالقة الغناء في العالم «كوكب الشرق« المصرية أم كلثوم والأميركي «ملك الروك آند رول« ألفس بريسلي. ولم يختلف طه في هذه الأسطوانة إلا بمزيد من التمرّد على مستوى النصوص والموسيقى، فقد وضع بنفسه كلمات أغانيه وألحانها باستثناء «وش الأمل« التي شاركه جاستن آدمز في موسيقاها، وكذلك أغنيته الفرنسية «Zoom sur oum« التي كتبها جاك فاك وهي تناجي الشرق والجذور في اشتياق حقيقي الى الشرق بملامحه وطبيعته، إذ نستمع في مطلع هذه الأغنية وفواصلها إلى جملة من لحن محمد عبد الوهاب لأم كلثوم «إنت عمري«، فلكأن طه أراد أن تشكّل هذه الجملة نموذجاً لتاريخ هذا الشرق وجمال ذاكرته الفنية. ويغني طه في هذا الالبوم للغربة التي تطالعنا في أغاني الأسطوانة وبشكل خاص في «الجزائر تانغو« و« الفنانين « كما يبدو غرام طه بتمرّد موسيقى الروك، إذ ذهب إلى تعريب أغنية إلفس بريسلي وإسقاط بعض التقاسيم الشرقية عليها . أما إيقاعية الأغاني وتلاوينها الموسيقية فبدت منسجمة مع ثورة النصوص والموضوعات كما في أغنية «أنا« التي يقول بعضها: «أنا أبيض، أنا أسود... أنا كل الفصول، أنا الحق أنا الشمس«، ثمّ في «خلوني« حيث يقول «أعطوني حريتي، نمشي طريق اللي نبغي«. أمّا أغنية «جميلة« فتحكي قصة بنت البلد التي زوّجها والدها من دون أخذ رأيها. ومن الفنانين الأفارقة المنتظر حضورهم هذه التظاهرة الفنية الجرمانو كونغولية ماينبي مالاييكا والعازف الكاميروني على الساكسوفون مانو ديبانغو والمغنية البينينية أنجيليك كيدجو والفرقة الزيمبابوية «إياسا« وآخرين. ويهدف مهرجان «أيام إفريقيا« الذي تأسس في 2004 وتنظم دورة عنه أيضا بميونيخ الألمانية- إلى تعريف الجمهور النمساوي بالثقافات والإبداعات الإفريقية في مختلف المجالات على غرار الموسيقى والمسرح وفنون الطبخ حيث يزوره كل عام أزيد من 100 ألف شخص وفقا للصحافة المحلية.